Admin المدير العام
عدد المساهمات : 14550 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 01/02/2012
| موضوع: لصوص رمضان الجمعة مايو 17, 2019 1:50 pm | |
| [size=48]لصوص رمضان[/size] |
محترفون يسرقون روحانية الشهر ، وفرص الأجر ويفتحون أبوابًا للوزر!!
فما يكاد يقترب رجب وأخوه شعبان حتى تنفرد وسائل الإعلام في مهمات التبشير بالأعمال الإعلامية الجديدة ، تلك التي توصف بأنها أعمال رمضانية ، وهو وصف لا علاقة له بعبادة رمضان وطاعة الله فيه !! بل على اكتساب حصص الأسود والذئاب من اهتمامات الساحة الشعبية ، حيث يتولى قطاع ممن تشربت قلوبهم فتن الليل والنهار من سائر عامة الناس الذين اختلط في حياتهم اليومية ما في هذه الحياة حق وباطل !! وتتوسع وسائل الاعلام في إفراد المساحات من وقت البرامج المبثوثة ، وصفحات الوسائل المقروءة لعرض تفاصيل مهازل اللهو تحت مسميات " الفوازير " و " المسلسلات " و " المسابقات " وبرامج " النجوم " و " الكاميرات الساخرة " وبرامج " المنوعات " وما يطلبه المتفرغون لاستقبال ومتابعة غثاء المتفرغين لإشغال الناس وإحالة حياتهم إلى حياة اللهو والهزل وهدر الوقت ، بل هدر العمر !!
لم يعد قطاع واسع من المسلمين يسمع عند حلول رمضان إلا ما يبشر باحتدام المنافسة بين القنوات الإعلامية التلفزيونية الفضائية وغير الفضائية ، والقنوات الأخرى الإذاعية وغيرها لاستقطاب المشاهدين والمستمعين والمتابعين ، وما يبشر باقتراب البرامج المنتظرة من برامج دروات الرياضة الرمضانية لإشغال شباب الأمة وصرف قلوبهم حتى في أرجى فرص العام للعودة إلى الله والسمو بقلوبهم ونفوسهم وبصائرهم وأرواحهم !! والتبشير بمواعيد المباريات الرياضية الساخنة ومسابقات الكؤوس المحلية والخارجية ، والتبشير بمهرجانات التسوق الرمضانية لترسيخ العادات الاستهلاكية في أسمى مناسبات المسلم السنوية لإفساد روحانية لياليه ومغانمها !
قال صلى الله عليه وسلم : [ من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ]، وقال [ من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ] . متفق عليه
قال ذلك عليه الصلاة والسلام حيث بين مجال السباق الرمضاني في مسارات الصيام والقيام ، وقيام ليلة القدر ، والثمن مغفرة تجعله في حل مما أذنب فيما سبق من حياته !! فأي سباق هذا ؟ وأي جوائز رمضانية عامة لا يحرم منها أحد ممن وفق للعمل وأخلص ؟ سباق لا فائز فيه وحيد بجائزته الأولى !! ولا هموم معها ولا غموم ! ولا ضيق بعدها ولا شقاء وضياع فكم من حسير فقد برحيل الشهر نعمة إصلاح العلاقة مع الله في أعظم مواسم التوبة والعفو والمغفرة !! أولئك الذين ذهبت أوقاتهم نهبًا بين لصوص رمضان المحترفين المجندين للتضليل والتضييع ، المتخصصين في أعمال السطو الموسمية ، المبدعين في تمرير أيام الشهر على جناح الغفلة ، المتمكنين من استلاب الناس وسرقة روحانية الشهر الكريم ، وفرص الأجر بين قراءة القراءن والاعتكاف وسائر العبادات فروضها ونوافلها ، المجتهدين في فتح أبواب الوزر ليلج الضعفاء السائرون المستدرجون لولوجها بالشهوات ! !
لم يعد رمضان موسمًا روحانيًا خالصًا يتطهر فيه المسلمون مما علق بنفوسهم في سعيهم طيلة العام ، بل صار مضمارًا لسباق الشهوات !! وصار لذلك بحق ميدانًا للمجاهدة للنجاة وسط أمواج من الفتن المتلاطمة !! فمن يسعه - في غمرة هذه العوائق وما تكالبت به فتن الزمان لصد المسلمين - الظفر بجائزة الجهاد الرمضاني حين يهل هلال العيد أيذاناً برحيل الشهر الجليل ؟ !
|
|
|