لـــك الـــيوم الــذي أنــت فــيـه
مــاذا يستفيد الآنسان عندما يكرر نشر نشازة النجارة , أويعيد طحن الطحين ...كما قيل؟!!
الجواب البدهي أنه لاشي !
ولكن كثيراً من الناس يفعل هذه الطريقة بصورة أوبأخرى ,فكيف ذلــك ؟
إنـــه عـندما يقلب صفحات الماضي ,ويتذكر وقائعه المؤلة ,وهمومه وأحزانــه, مع أنـه قد مضى بخيره
وشره!
أو العكس عندما يفكر بالمستقبل ,ومايتوقع أن يفاجأ بــه من أحداث ومشكلات ,فيصاب حينئذ بـالخوف
والرهبة, والحسرة والألم , وهولم يأت بعد!
وهذا الأسلوب وذاك, كلاهما عقيم في نتائجه ,ســـلبي في آثاره.
إذاً...فما الموقف الــحكيم من الــــزمن الماضي أو الحاضر أو المستقبل؟
أمـــا بالنسبة للــماضي فهوبالاستــفـادة من دروسه وعــبره ومواقفه وأحداثه,ثم إغلاق ملفاته المؤلمة,
وطي صفحاته الموجعة
وأما الزمن الحاضر فهو مساحة التي تستحق الاهتمام والتركيز ,وذلك
باستغلالها كلها..بساعاتها ودقائقها ولخظاتها,لانها التي في ايدينا الآن
وبمقدار مانحسن الاستفادة منها ,يكون عندنا القدرة في
التحكم بمستقبلنا بإذن الله تعالي وتوفيقه.
واما المستقبل فهو بالتخطيط, والاستعداد له بأعلى مستوى ,وبالاستشاره والاستخارة ,والاستعانة بالله
حتى لايقع الإنسان في أخطاء يندم عليها
ولو أخذالإنسان بنظرية (لن أعيش الاهذا اليوم ) لكانت مجالاً رحباًللتغيير والإبداع ,والصلاح والاستقامة ,والسعادة والهناء
(قل لــنـفـســك: هذا اليوم سأستغل كل لحظة في بناء كياني وتنمية مواهبي وتركية عملي.
لليوم فقط ....سأعيش فأجتهد في طاعة ربي ,وتأدية صلاتي على أكمل وجه, والتزود بالنوافل ,ومطالعة كتاب نافع
لليوم فقط.... سأعيش أغرس في قلبي الفضيلة ,وأجتب منه شجرة الشر بغصوبها الشائكه ,من كبرو وعجب وحسد وحقد وغل وسوء الظن .
لليوم فقط....سوف اعيش فأنفع الآخرين ,وأسدى الجميل إلى الغير ..اعود
مريضاً.أطعم جائعاً افرج عن مكروب , أقف مع مظلوم, أواسي منكوبــاً ,أرحم
صغيراأجل كبيراً.
لليوم فقط ...أهذب ألفاظي ,فلا أنطق هجرًا أوفحشًا أو سبًا أوغيبة.
لليوم فقط.... سوف أعيش فأعتني بنظافة جسمي ,وتحسين مظهري,والاهتمام بهندامي, والاتزان في مشيتي وكلامي وحركاتي...)