منتديات سلطان العربية
 هذا رمضان .. 613623[/center]
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  هذا رمضان .. 829894
ادارة المنتدي  هذا رمضان .. 103798
منتديات سلطان العربية
 هذا رمضان .. 613623[/center]
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  هذا رمضان .. 829894
ادارة المنتدي  هذا رمضان .. 103798

منتديات سلطان العربية

تقافي تربوي ترفيهي
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

شاطر
 

  هذا رمضان ..

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin

عدد المساهمات : 14550
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/02/2012

 هذا رمضان .. Empty
مُساهمةموضوع: هذا رمضان ..    هذا رمضان .. I_icon_minitimeالأحد يونيو 04, 2017 10:30 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و
نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}

 هذا رمضان .. 930922981



 

هذا رمضان .. فأين الـمشتاق إلى الجنان ؟! ( 2 )

[6] الإجماع على جوازِ الفِطر في سفر الطاعة:
قال ابنُ عبد البر - رحمه الله -: "أجمع الفقهاءُ أنَّ المسافرَ بالخِيار: إنْ شاء صام، وإنْ شاء أفطر؛ إلا أنهم اختلفوا في الأفضل". [31] وقال النووي: "لا يجوز الفطرُ في رمضان في سفرِ معصيةٍ بلا خلافٍ ولا في سفرٍ آخر دون مسافة القصر بلا خلاف. فإن كان سفره القصر وليس معصيةً؛ فله الفطرُ في رمضان بالإجماع". [32] ولكنْ لم يعتبر الأحنافُ سفرَ المعصية مانِعاً من الفِطر كما قال الكاساني "سواءً كان السفرُ سفرَ طاعةٍ أو إباحةٍ أو معصيةٍ عندنا، وعند الشافعي سفرُ المعصيةِ لا يفيدُ الرخصة". [33]
 
[7] السُّنَّةُ أن لا يَعِيبَ الصائمُ أو المفطِرُ على صاحبِه:
وقد ترجم البخاريُّ في هذا المعنى: باب (لم يَعِبْ أصحابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بعضُهم بعضاً في الصوم والإفطار)، وأورد حديث أنس - رضي الله عنه -: (كنّا نُسافِر مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فلم يعِبْ الصائمُ على المفطِر، ولا المفطِرُ على الصائم). [34] وروى مسلم عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: (كنّا نغزو مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان، فمنّا الصائمُ ومِنَّا المُفطِرُ؛ فلا يجد الصائمُ على المفطرِ، ولا المفطرُ على الصائم؛ يرون أنَّ مَنْ وَجَدَ قوَّةً فصام فإنَّ ذلك حسنٌ، ويَرَوْنَ أنَّ مَنْ وجد ضعفاً فأفطر فإنَّ ذلك حسنٌ). [35]
وهذا من الأدبِ الذي ينبغي أن يتحلَّى به طالبُ العلم؛ فالعلمُ المبارَك يزكّي الأخلاق، وينشر الخيرَ في الآفاق! وأما الجفاءُ والنِّزاعُ فشأنُ الرُّعاع! ومعلومٌ أنَّ صاحبَ العلمِ النافع لا يضيقُ صدرُه بالخلافِ الجائز، ولا يسعى ـ سَعْيَ الأعرابيِّ ـ إلى حَجْرِ الواسِع!
 
[8] الخِلافُ في أفضليّةِ الفطرِ أو الصومِ في السَّفَر:
وقد اختلف العلماءُ في هذه المسألة اختلافاً كثيراً؛ وسببُ ذلك كثرةُ الأدلّةِ الصحيحة وتعدُّدُ دلالاتِها التي تشهد بعضُ ظواهرِها لتفضيل الصوم، وبعضُها لتفضيل الفطر، واختلافُهم في حَمْلِ بعضِ النصوص على العُموم أو قصرِها على سببٍ معيَّنٍ.
قال الترمذي - رحمه الله -: "اختلف أهلُ العلم في الصوم في السفر: فرأى بعضُ أهلِ العلم من أصحابِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم أنَّ الفطرَ في السفر أفضل؛ حتى رأى بعضُهم عليه الإعادةَ إذا صام في السفر. واختار أحمد وإسحاق الفطرَ في السفر. وقال بعضُ أهلِ العلم من أصحابِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم: إنْ وجد قوةً فصام فحسنٌ، وهو أفضل، وإن أفطر فحسنٌ. وهو قولُ سفيان الثوري ومالك بن أنس وعبد الله بن المبارك. وقال الشافعي... مَنْ رأى الفطرَ مباحاً وصام، وقَوِيَ على ذلك؛ فهو أعجبُ إليَّ". [36]
وقال ابن حجر: "ذهب أكثرُ العلماء ـ ومنهم مالك والشافعي وأبو حنيفة ـ إلى أنَّ الصومَ أفضلُ لمن قويَ عليه ولم يشق عليه، وقال كثيرٌ منهم: الفطرُ أفضلُ؛ عملاً بالرُّخصة، وهو قولُ الأوزاعي وأحمد وإسحاق، وقال آخرون: هو مخيَّرٌ مطلقاً، وقال آخرون: أفضلُهما أيسرُهما؛ لقوله - تعالى -: (يريد الله بكم اليسر)[37]؛ فإن كان الفطرُ أيسرَ كمن يسهل عليه حينئذٍ ويشق عليه قضاؤه بعد ذلك فالصومُ في حَقِّهِ أفضلُ، وهو قولُ عمر بن عبد العزيز واختاره ابنُ المنذر". [38]
قال النووي: "له الصومُ وله الفطر، وأما أفضلهما: فقال الشافعي والأصحاب: إنْ تضرَّرَ بالصوم؛ فالفطرُ أفضل، وإلا فالصوم أفضل. وذكر الخراسانيون قولاً شاذًّا ضعيفاً مخرَّجاً من القصر: إنَّ الفطر أفضل مطلقاً، والمذهب: الأوَّلُ". [39]
وقال ابن قدامة: "المسافرُ يُباحُ له الفطرُ؛ فإنْ صامَ كُرِهَ له ذلك، وأجزأه. وجوازُ الفطرِ للمسافرِ ثابتٌ بالنص والإجماع. وأكثرُ أهلِ العلمِ على أنه إنْ صامَ أجْزأه... والأفضلُ عند إمامِنا - رحمه الله - الفطرُ في السفر". [40]
وقال الكاساني: "السفر والمرض وإن أُطلِقَ ذِكْرُهما في الآية فالمراد منهما المقيَّدُ... لأنَّ حقيقةَ السفر هو الخروجُ عن الوطن أو الظهور وهذا يحصل بالخروج إلى الضيعة ولا تتعلق به الرخصة؛ فعُلِم أن المرخَّصَ سفرٌ مقدَّرٌ بتقديرٍ معلومٍ، وهو الخروجُ عن الوطن على قصد مسيرةِ ثلاثة أيام فصاعدا عندنا، وعند الشافعي يومٌ وليلة". [41]
وقال الحطاب: "الصومُ في السَّفر ـ الذي يجوز فيه الإفطارُ ـ أفضلُ من الإفطارِ لمن قوي على ذلك. وهذا هو المشهورُ لقولِهِ - تعالى -: (وأن تصومُوا خيرٌ لكم)... واستحبَّ ابنُ الماجشون الفطر... ولمالك في المختصر ذلك واسعٌ صام أو أفطر، وعن ابن حبيب: يُستحَبُّ الإفطارُ إلا في سفرِ الجهاد وذكره ابن عرفة؛ فتحصل في ذلك أربعة أقوال". [42]
وقال صالح الأبي: "والصوم في السفر أحبُّ إلينا ـ أي إلى المالكية ـ لمن قوي عليه؛ لقوله - تعالى -: (وأن تصوموا خيرٌ لكم)". [43]
وقد مالَ ابنُ عبد البر من المالكيّة إلى مخالفةِ مشهورِ المذهب ومُوافقة رأيِ ابنِ الماجشون؛ فقال بعد أن ساق الأحاديث في مواضع عدةٍ من التمهيد: "فيها دليلٌ على أنَّ الفطرَ أولَى إن شاء الله". [44]
 
[9] تحرير الخلاف:
ولعلّ مما يُقرِّب هذه المسألة إلى الأذهان، ويسهِّل الترجيحَ بين الأقوال؛ بإذن الله - تعالى -: أن نتبيّنَ بالتفصيلِ جملةَ دلالاتِ الأحكامِ من الأحاديثِ المختلفة؛ من خلالِ تقريرِ المسائل التالية:
أولا: مطلق التخيير بين الصوم والإفطار عند القدرة على الصوم وانتفاء المشقة؛ ويدل على ذلك حديث عائشة (أنَّ حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أأصومُ في السفر؟ ـ وكان كثيرَ الصوم ـ فقال: إن شئتَ فصم، وإن شئتَ فأفطِرْ). [45] قال ابن عبد البر: "على إباحة الصوم والفطر للمسافر جماعةُ العلماء وأئمة الفقه بجميع الأمصار". [46]
ويشهد لذلك أيضاً صومُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وعبد الله بن رواحة دون سائر الجيش؛ لما وجداهُ من القوّة على الصوم، كما روى أبو الدَّرداء قال: (خرجنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في بعضِ أسفارِهِ في يومٍ حارٍّ؛ حتى يضعَ الرجلُ يدَهُ على رأسِهِ من شِدَّةِ الحَرِّ، وما فينا صائمٌ إلا ما كان من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وابنِ رواحة). [47]
ثانياً: يُستَحَبُّ الصومُ في الخروج إلى الجهاد لمن قوي على ذلك؛ ما لم تقتربْ ساعاتُ القتال؛ ودليلُ الاستحبابِ ما رواه البخاري في كتاب (الجهاد) باب (فضل الصوم في سبيل الله) عن أبي سعيد الخدري قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من صام يوماً في سبيل الله بَعَّدَ اللهُ وجهَهُ عن النار سبعينَ خريفاً). [48] ولا يتعارض هذا مع ما رواه البخاريُّ في باب (من اختار الغزوَ على الصوم) ـ "أي لئلا يُضعِفه الصومُ عن القتال؛ ولا يمتنع ذلك لمن عرف أنه لا ينقصه"[49] ـ عن أنس قال: (كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ من أجل الغزو، فلما قُبِضَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لم أرَهُ مُفطِراً إلا يومَ فطرٍ أو أضحى). [50] ورحم الله ابنَ حجر حيث قرَّرَ أنَّ "الفضل المذكور محمولٌ على مَنْ لم يخشَ ضعفاً، ولاسيما من اعتاد به؛ فصار ذلك من الأمور النسبيّة، فمَن لم يُضعفْهُ الصومُ عن الجهاد؛ فالصومُ في حقِّهِ أفضلُ ليجمعَ بين الفضيلتين". [51]
ثالثاً: وأما عند الاقترابِ من لقاء العدوِّ فيُسْتَحَبُّ الفطر؛ فإذا أوشك المجاهِدُون على خوضِ المعركة تأكَّد الفطرُ؛ لأنه أقوى بلا شكّ. ودليلُ ذلك ما رواه أبو سعيد - رضي الله عنه - من قولِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: (سافرْنا مع رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة ونحن صِيامٌ، فنزلنا منزلاً فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنكم قد دنوتم من عدوِّكم؛ والفطرُ أقوى لكم، فكانت رخصةً، فمنّا مَنْ صام ومنّا مَنْ أفطر، ثم نزلنا منزلاً آخر فقال: إنكم مصبِّحُو عدوِّكم، والفطرُ أقوى لكم فأفطِروا؛ فكانت عَزْمةً فأفطرنا). [52] وقد ترجم الترمذي - رحمه الله - باب (ما جاء في الرخصة للمحارب في الإفطار). [53]
رابعاً: لا شكَّ في أفضليّةِ الفطرِ عند الضعفِ عن خدمةِ النفسِ؛ بحيث يصيرُ الصائمُ عالةً على غيرِهِ؛ فتتأكَّد الرخصةُ هاهنا؛ والعفافُ وحِفْظُ ماءِ الوجهِ أليقُ بالمسلم. وقد غضب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ممَّنْ كان هذا شأنه، وترجم البخاريُّ [باب (قول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لمن ظُلِّلَ عليه واشتدَّ الحَرُّ: ليس من البِرِّ الصومُ في السفر)]. ومن شُفوفِ نظر البخاريِّ - رحمه الله - وبَراعَتِه في تراجُمِه أن ذكر هذا الحديث عَقِبَ حديث صيام النبي - صلى الله عليه وسلم - وابن رواحة في السفر؛[54] وتلك إشارةٌ بديعةٌ إلى الجمع بين الحديثين. وقد ترجم ابنُ خزيمة - رحمه الله - باب (استحباب الفطرِ في السفر إذا عجز عن خدمةِ نفسِهِ إذا صام)، وباب (ذكر الدليلِ على أنَّ المفطِرَ الخادمَ في السفرِ أفضلُ من الصائمِ المخدومِ في السفر). [55]
خامساً: يُفضَّل الفطرُ على الصومِ كذلك عند الضعفِ عن أداءِ الحقوقِ وتَرْكِ القُرَب، كما يدلّ عليه حديث أنس: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فصام بعضٌ وأفطر بعضٌ؛ فتحزَّم المفطِرون وعملوا، وضعف الصوّامُ عن بعض العمل؛ قال: فقال في ذلك: ذهب المفطِرون اليومَ بالأجر). [56]
سادساً: يُستَحَبُّ لمن يُقتَدَى به ـ من إمامٍ وعالِمٍ ونحوِهما ـ أن يُفطِرَ إذا علم بالناسِ ضعفاً؛ ليقتديَ به غيرُهُ. ودليلُ ذلك ما رواه البخاري في باب (مَنْ أفطرَ في السفر؛ ليراه الناس) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة إلى مكة، فصام حتى بلغ عُسْفان، ثم دعا بماءٍ فرفعه إلى يديه؛ ليراه الناس، فأفطر حتى قدم مكة. وذلك في رمضان). [57]
سابعاً: وبالجملة فإنَّ الفطرَ أفضلُ من الصومِ؛ لمكانِ الأخذِ بالرخصة، [58] وقد جاء هذا صريحاً في قولِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لحمزة الأسلمي: (هي رخصةٌ من الله فمن أخذ بها فحسنٌ، ومن أحبَّ أن يصومَ فلا جناحَ عليه). [59] وهو نصٌّ في محلِّ النزاع. [60]
وقد ترجم ابنُ خزيمة - رحمه الله - (باب استحباب الفطر في السفر في رمضان؛ لقبولِ رخصةِ الله التي رخَّصَ لعبادِهِ المؤمنين؛ إذِ اللهُ يُحِبُّ قابلَ رُخصتِهِ)، وأورد حديثَ ابنِ عمر: (إنَّ الله يحبُّ أن تؤتَى، كما يحبُّ أن تترَكَ معصيتُهُ). [61]
ثامناً: ولا يخفى أنَّ الاستدلالَ هاهنا بقولِ الله - تعالى -: (يُريد الله بكم اليُسر) أَوْلَى من الاستدلالِ بقولِ الله - تعالى -: (وأن تَصُومُوا خيرٌ لكم)؛ وذلك لتعلُّقِ التيسيرِ برخصةِ الفطرِ في السفر، بخلافِ سِياقِ (وأن تصومُوا خيرٌ لكم) فهي بالاتفاق واردةٌ لإيجابِ الصيامِ ونسْخِ التخيير بين الصوم وبين الفطر والإطعام، كما رواه البخاري في باب (وعلى الذين يُطيقونه فديةٌ). [62] وأخرجه أبو داود في باب [نسخ قولِهِ - تعالى -: (وعلى الذين يُطيقونه فِدْيةٌ)]؛ فقد كان مَن أراد أن يُفطِرَ ويفتديَ فعل؛ حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها. [63]
تاسعاً: لا يخفى أنَّ قولَ عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - وإن كان تعلُّقُه بالآية ظاهراً؛ لكنّه يتوسَّعُ في معنى التيسير؛ حتى يشمل الصوم؛ وفيهِ نظرٌ من جهةِ مخالفةِ سياقِ الآية؛ التي تُعلِّقُ التيسير على الأخذ برخصة الفِطْر؛ ويدلُّ على ذلك صراحةً حديث: (ليس من البرِّ الصيامُ في السفر). فضلاً عن بُعْدِ هذا القولِ من هذه الجهة عن حديثِ مسلم: (هي رُخْصَةٌ مِن الله فمَنْ أخَذَ بها فحَسَنٌ)، وهو نَصٌّ في محلِّ النِّزاع.
عاشراً: فالخلاصة: أنَّ المسافِرَ مُخَيَّرٌ بين الصوم والإفطار عند القدرة على الصوم وانتفاء المشقة. والفطرُ أفضلُ من الصومِ؛ لمكانِ الأخذِ بالرخصة، ورحم الله ابنَ الجوزي حيث قال: "رُبَّ رُخصةٍ كانت أفضلَ من عزائم؛ لتأثيرِ نَفْعِها"! [64]
ويتأكَّدُ الفطرُ للمسافِرِ عند الضعفِ عن خدمةِ النفسِِ، أو عند الضعفِ عن أداءِ الحقوقِ وتَرْكِ القُرَب، كما يُستَحَبُّ الفطرُ للإمامِ والعالِمِ؛ إذا علم بالناسِ ضعفاً؛ حتى يقتدوا به في الأخذِ بالرخصة.
ويُستَحَبُّ الصومُ في الخروجِ إلى الجهاد لمن قَوِيَ على ذلك، وأما عند الاقترابِ من لقاءِ العدوِّ فيُسْتَحَبُّ الفطر؛ ويتأكَّد ذلك إذا أوشك المجاهِدُون على خوضِ المعركة. نسأل اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ الكريم أن يهديَ المسلمين للأخذ بأسبابِ العزَّة، ويُعِيدَ أمجادَ هذه الأمة، وينصرَ أبطالَنا المجاهدين وأسودَنا المرابطِين في فلسطين والعراق والشيشان وأفغانستان والفلبِّين، ويفرِّجَ عن المستضعفِين في كلِّ مكانٍ، وينشر راياتِ هذا الدِّين؛ حتى تُرفرِفَ في الخافِقَيْن!
 
[10] نفحة تربويّة:
أخي الصائم.. ألا يُذكِّركَ سفرُ الدنيا اليسيرُ.. سفرَ الآخرةِ العسير؟! ألا تخشى يا صاحِ انقطاعَ الزادِ ووعثاءَ السفر وكَآبةَ المنظر وسوءَ المنقلََب! وقد "سُئل إمامُ الحرمين حين جلس موضِعَ أبيه: لِمَ كان السفرُ قطعةً من العذاب؟ فأجاب على الفَوْر: لأنَّ فيهِ فِراقَ الأحباب! "[65]
أخي الصائم.. مَنْ مِنّا لمْ تَسْتَوْقِفْهُ ترجمةُ البخاريِّ في الجامع الصحيح: (بابُ الريّانِ للصائمين)! [66] ومَنْ يا تُرَى لم يَطِرْ قلبُهُ شوقاً وهو يقرأ حديثَ سهلِ بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنَّ في الجنّة باباً يُقالُ له الرَّيّان، يدخل منه الصائمون يومَ القيامة؛ لا يدخل منه أحدٌ غيرُهم؛ يُقالُ: أينَ الصائمون؟ فيقومون! لا يدخل منه أحدٌ غيرُهم؛ فإذا دَخَلُوا أُغْلِقَ؛ فلم يَدْخُلْ منه أحَدٌ!)[67]
فليتَ شِعري كمْ دمعةً ذَرَفَتْ للصالحين؛ تفكُّراً في الحال حين (يُقال: أين الصائمون؟)! ولا تَسَلْ: كم مُهجةً شَرِقَتْ ولَوْعَةً عَرَضَتْ عند قولِهِ: (فيقومون؛ لا يدخل منه أحدٌ غيرُهم)؟! فواخَيْبَةَ العاطِلِينَ حينَ رُدُّوا على أدْبارِهم! ويا حَسرةَ الغافِلِين حين ضاعتْ أعمارُهم وتلاشتْ آمالُهم!
أُخَيَّ.. ألا يُذكِّرُك رَمَضُك في (رمضانَ) ظِلَّ الرحمنِ، وبَرْدَ الجِنانِ، والدخولَ من باب (الرَّيَّانِ)؟! فماذا يضيرك وموعدُك حوضُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن لا يُرْوَى عطشُك في الدنيا؛ كيف و(للصائم فرحتان)؟! وقد روى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (حوضي مسيرةُ شهرٍ ماؤه أبيضُ من اللبن، وريحُهُ أطيبُ من المسك)! [68]
ولله درُّ ابنِ القيم حيث قال عن اليقظةِ ـ أولِ منازِل العبوديّة ـ: "هي انزعاجُ القلبِ لروعةِ الانتباهِ من رقدة الغافلين؛ ولله ما أنفعَ هذه الروعةَ! وما أعظمَ قدرَها وخطرَها! وما أشدَّ إعانتَها على السُّلوك! فمن أحسَّ بها؛ فقد أحسَّ واللهِ بالفلاح! وإلا فهو في سكرات الغفلة؛ فإذا انتبه شمَّرَ لله بهمَّتِهِ إلى السفر إلى منازلِه الأُولى، وأوطانِهِ التي سُبِيَ منها:
فَحَـيِّ عَلَى جَنّاتِ عَدْنٍ فإنها ** مَنازلُنا الأُولَى وفِيها المُخَيَّمُ!
ولكنّـنا سَبْيُ العَدُوِّ فهلْ تُرى ** نَعُودُ إلى أوطانِنا ونُسَلَّمُ؟! [69]
 
-----------------------------------
1- إشارةٌ إلى قول زيد الخير، وقد تمنَّى رجلٌ لقاءه في القتال؛ فغلبه زيدٌ وقتله؛ فخابتْ أمنيتُه:
تمَنَّى مَزْيَدٌ زيداً فلاقى ** أخا ثقةٍ إذا اختلف العوالِي
كمُنيةِ جابرٍ إذْ قال ليتِي ** أصادفُهُ وأفقدُ جُلَّ مالي!
تلاقينا فما كنّا سواءً ** ولكنْ خرَّ عن حالٍ لحالِ
شككتُ ثيابَهُ لما التقينا ** بمُطَّرِدِ المَهَزَّةِ كالخِلالِ!
راجع شرح ابن عقيل على ألفيّة ابنِ مالك 1/111. دار الفكر بيروت. ط 1405 هـ. بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
2- القيامة 11-12.
3- العلق 8.
4- رواه البخاري في كتاب (الرقاق) باب (قول النبي?: كُنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ).
5- فتح الباري لابن حجر 13/8. دار الفكر بيروت. ط1. 1414 هـ.
6- النجم 53.
7- بهجة قلوبِ الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار لعبد الرحمن بن ناصر السعدي ص160. الإدارة العامة للطباعة الرياض. 1405هـ.
8- الزخرف 13-14.
9- تفسير القرآن العظيم لابن كثير 4/155.
10- رياض الصالحين للنووي ص 38.
11- يونس 45.
12- الكهف 62.
13- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 11/14.
14- النحل 7.
15- سبأ 18-19.
16- تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3/698.
17- التوبة 42.
18- التوبة 120-121.
19- فتح الباري لابن حجر 4/465.
20- المرجع السابق 6/245.
21- المرجع السابق 10/696.
22- البقرة 184.
23- البقرة 185.
24- البقرة 283.
25- النساء 43 والمائدة 6.
26- بدائع الصنائع للكاساني 2/94-96. دار الكتاب العربي بيروت. ط2. 1402 هـ.
27- عَبِيدة بن عمرو السلماني: تابعيٌّ كبيرٌ مخضرَمٌ فقيهٌ ثبتٌ، كان شُرَيحٌ إذا أشكل عليه شيءٌ يسأله" تقريب التهذيب لابن حجر مع التحرير 2/425. مؤسسة الرسالة بيروت. ط1. 1417 هـ.
28- سُوَيْد بن غَفَلة: مُخضرمٌ من كبار التابعين، قدم المدينة يوم دُفِن النبي - صلى الله عليه وسلم -. المرجع السابق 2/95.
29- أبو مِجْلَز: لاحق بن حُمَيد. ثقةٌ من الطبقة الوسطى من التابعين مع الحسن البصري وابن سيرين. المرجع السابق 1/53 و4/73.
30- التمهيد لابن عبد البر 7/224-125.
31- المرجع السابق 7/221.
32- المجموع شرح المهذب للنووي 6/260.
33- بدائع الصنائع للكاساني 2/94-96.
34- فتح الباري 4/697.
35- شرح النووي على مسلم 7/234-235.
36- الجامع الكبير للترمذي 2/82-83.
37- البقرة 185.
38- فتح الباري 4/693-694.
39- المجموع شرح المهذب للنووي 6/260.
40- المغني لابن قدامة 3/43. دار الفكر بيروت. ط1. 1405 هـ.
41- بدائع الصنائع للكاساني 2/94-96.
42- مواهب الجليل لمحمد بن عبد الرحمن الحطاب 2/379. دار الفكر بيروت. ط2. 1398 هـ.
43- الثمر الداني لصالح عبد السميع الأبي 1/305. المكتبة الثقافيّة بيروت.
44- التمهيد لابن عبد البر 7/229.
45- فتح الباري 4/688.
46- التمهيد لابن عبد البر 7/232.
47- فتح الباري 4/692.
48- المرجع السابق 6/133.
49- المرجع السابق 6/133.
50- المرجع السابق 6/126.
51- المرجع السابق 6/134.
52- المرجع السابق.
53- الجامع الكبير للترمذي 2/85. دار الغرب الإسلامي بيروت. ط2. 1418 هـ.
54- المرجع السابق 4/692-693.
55- صحيح ابن خزيمة 3/261.
56- شرح النووي على مسلم 7/236.
57- فتح الباري 4/698.
58- وقد سبق إلى الترجيح بنصِّ حديثِ مسلمٍ شيخي د. عبد الحي يوسف نفع الله المسلمين به، حيث قال: "وأما الآية (وأن تصوموا خيرٌ لكم) فعامّةٌ، والرخصةُ في الفطر خاصة؛ لأنها واردةٌ في مقامِ السفر". فتاوى الصيام ص 36 برقم 46. الطبعة الثانية لمنظمة المشكاة الخيريّة. السودان.
59- رواه مسلم. شرح النووي 7/238.
60- وأما قول الكاساني في (بدائع الصنائع): "وروي عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي أنه قال: (المسافر إن أفطر فرخصةٌ وإن يصم فهو أفضل)؛ وهذا نصٌّ في الباب لا يحتمل التأويل" فهو عجيبٌ! وما أُراهُ إلا قد انقلب عليه حديثُ مسلمٍ، أو لعلّه - رحمه الله - ذكره من حفظِهِ فوهِم؛ وعلى كلِّ حالٍ فلا يُظَنُّ بفقهاء المسلمين الذين علَّمونا هذا الدِّين وعافاهم الله من التعصُّب والهوى إلا الحسنُ الجميل كما قال صاحبُ الغراميّة:
ولا حسنٌ إلا سماعُ حديثِكم مُشافهةً يُمْلّى عليَّ فأنقلُ!
61- صحيح ابن خزيمة 3/259.
62- البقرة 184.
63- سنن أبي داود ص 375. دار الكتب العلميّة بيروت. ط1. 1422 هـ.
64- صيد الخاطر لابن الجوزي ص 71. مؤسسة الكتب الثقافية بيروت. ط 1420 هـ.
65- فتح الباري لابن حجر 4/465.
66- المرجع السابق 4/603.
67- المرجع السابق.
68- المرجع السابق 13/294.
69- مدارج السالكين لابن القيِّم 1/123.
* باحث إسلامي

الكاتب : محمد عمر دولة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://soltan.sudanforums.net
 
هذا رمضان ..
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صوم شهر رمضان
»  شهر رمضان
» رمضان في مصر
»  رمضان قرب
» شهر رمضان...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سلطان العربية :: منتدى رمضان-
انتقل الى: