Admin المدير العام
عدد المساهمات : 14550 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 01/02/2012
| موضوع: - عيادة المريض الأربعاء فبراير 01, 2017 2:54 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
--------إن الحمد لله تعالى، نحمده، ونستعين به، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديَ له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:فإن عيادة المريض عبادة قد هجرها الكثيرون منا ولا حول ولا قوة إلا بالله، وبما يلي التذكير بها وفضلها وآدابها:تعريف عيادة المريض:العيادة: هي الزيارة والافتقاد (أي التفقد).عيادة المريض: أن يزور المرء أخاه ويتفقده إذا أصابته علة أو ضعف يخرج به جسمه عن حد الاعتدال والصحة. والمراد من عيادة المريض زيارته وتفقد أحواله والتلطف به، وربما كان ذلك سببًا لنشاطه وانتعاش قوته.حكم عيادة المريض:اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي حُكْمِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ عَلَى أَقْوَالٍ:فَمَذْهَبُ الْجُمْهُورِ أَنَّهَا سُنَّةٌ أَوْ مَنْدُوبَةٌ، وَقَدْ تَصِل إِلَى الْوُجُوبِ فِي حَقِّ بَعْضِ الأفْرَادِ دُونَ بَعْضٍ، وَقَال ابْنُ عَلاَّنَ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ: هِيَ سُنَّةُ كِفَايَةٍ، وَقِيل: فَرْضُ كِفَايَةٍ. وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى أَنَّهَا وَاجِبَةٌ، وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى أَنَّهَا وَاجِبَةٌ عَلَى الْكِفَايَةِ، وَنَقَل النَّوَوِيُّ الإجْمَاعَ عَلَى عَدَمِ الْوُجُوبِ عَلَى الأعْيَانِ.وَقَال الْمَالِكِيَّةُ: إِنَّهَا مَنْدُوبَةٌ إِذَا قَامَ بِهَا الْغَيْرُ، وَإِلاَّ وَجَبَتْ لأَِنَّهَا مِنَ الأمُورِ الْوَاجِبَةِ عَلَى الْكِفَايَةِ، إِلاَّ عَلَى مَنْ تَجِبُ نَفَقَتُهُ عَلَيْهِ فَيَجِبُ عِيَادَتُهُ عَلَيْهِ عَيْنًا.وَتُكْرَهُ عِيَادَةُ ذِي بِدْعَةٍ دِينِيَّةٍ، وَتَحْرُمُ عَلَى الْعَالِمِ عِيَادَةُ الْمَرِيضِ ذِي الْبِدْعَةِ الدِّينِيَّةِ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى عِيَادَتِهِ لَهُ مِنَ الْمَفَاسِدِ وَإِغْرَاءِ الْعَامَّةِ بِاتِّبَاعِهِ وَحُسْنِ طَرِيقَتِهِ.وَتَجُوزُ عِيَادَةُ الْفَاسِقِ فِي الأصَحِّ لأَِنَّهُ مُسْلِمٌ، وَالْعِيَادَةُ مِنْ حُقُوقِ الْمُسْلِمِينَ.مشروعية عيادة المريض وثوابها:رغب الشرع في عيادة المريض وحث عليها، ففي حديث الإمام مسلم رحمه الله في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ) إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِى فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ، يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي، يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي (.ففي هذا الحديث إضافة المرض لله سبحانه وتعالى والمراد العبد تشريفًا للمريض، ومعنى وجدتني عنده: أي وجدت ثوابي وكرامتي. وقد أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في قول البراء بن عازب رضي الله عنه: ) أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع، أمرنا باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي... ( الحديث. وعيادة المريض حق للمسلم على أخيه المسلم، كما في قوله صلى الله عليه وسلم حق المسلم على المسلم ست، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه (.هنا في حق المسلم على أخيه المسلم فما بالك إذا كان جارًا له، وعيادة المريض سنة مؤكدة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ) عيادة المريض أول يوم سُنّة وبعد ذلك تطوع (. قال العجلوني: «ومراده بالسنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما هو الصحيح في المسألة. ولعله أراد أن الزيارة أول يوم متأكدة غاية التأكيد، وإلا فهي سنة مطلقا». وهي لا تختص بمرض دون مرض كما جاء في الحديث الصحيح: ) أَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ، وَفُكُّوا الْعَانِىَ (. وفي هذا الحديث مشروعية العيادة لكل مريض لحديث زيد بن أرقم قال: ) عادني رسول الله من وجع كان بعيني (. وهذا يدل على أن العيادة تكون من أي مرض وليس بلازم أن يكون مخوفًا، أو أن يكون مرضًا خطيرًا، فالإنسان قد يبقى في بيته مع أن المرض ليس مخوفًا، فتشرع عيادته وزيارته، فليس الأمر خاصا بالمرض الشديد، أو بالمرض الخطير، أو بالمرض المخوف، وإنما يكون ذلك في مختلف الأمراض ولو كانت سهلة.مَنْ تُشْرَعُ لَهُ زِيَارَةُ الْمَرِيضِ؟- تُشْرَعُ عِيَادَةُ الْمَرِيضِ لِلْمُسْلِمِينَ كَافَّةً، يَسْتَوِي فِي ذَلِكَ مَنْ يَعْرِفُ الْمَرِيضَ وَمَنْ لا يَعْرِفُهُ، وَيَسْتَوِي فِي ذَلِكَ الْقَرِيبُ وَالأجْنَبِيُّ، إِلاَّ أَنَّهَا لِلْقَرِيبِ وَمَنْ يَعْرِفُهُ آكَدُ وَأَفْضَل عُمُومِ الأحَادِيثِ، فَالْجَارُ هُوَ الْقَرِيبُ مِنْ مَحلِّهِ بِحَيْثُ تَقْضِي الْعَادَةُ بِوُدِّهِ وَتَفَقُّدِهِ وَلَوْ مَرَّةً.وَأَمَّا الْعَدُوُّ فَإِنَّهُ إِنْ أَرَادَ الْعِيَادَةَ وَعَلِمَ أَوْ ظَنَّ كَرَاهَةَ الْمَرِيضِ لِدُخُول مَحلِّهِ وَأَنَّهُ يَحْصُل لَهُ بِرُؤْيَتِهِ ضَرَرٌ لاَ يُحْتَمَل عَادَةً حَرُمَتِ الْعِيَادَةُ أَوْ كُرِهَتْ. -------------- islam.com
|
|
|