يكتسب الأجداد دوراً عاطفياً جديداً من خلال تواجدهم مع جيل ثالث يختلف عن جيل الأبناء،
ويحاولون تفادي الأخطاء التي وقعوا فيها أثناء تربيتهم لأبنائهم
مستعينين بالخبرة التراكمية التي اكتسبوها. ودور الأجداد في حياة الأحفاد مهم حيث يرتكز على التوجيهات البناءة والمعارف التي استقوها
في حياتهم، ما يسمح لهم تقديم النصائح المفيدة لأحفادهم.
إنَّ نوع السلطة التي تربط الأجداد بأحفادهم استشارية عاطفية وغير مباشرة
والسبب يعود للوقت الذي يمضيه الأحفاد مع الأجداد خلال فترات موسمية ومتقطعة،
وهنا لا نتناول حالات استثنائية كالسفر أو الوفاة حيث تتغير الأمور
حيث تتغيَّر الأدوار)، وبالانتقال إلى العلاقة بين الآباء والأبناء نجد أنها مختلفة لناحية السلطة حيث يكون للأهل سلطة مباشرة ومرجعية في اتخاذ
القرارات المتعلقة بالقواعد الاجتماعية والعائلية، وهذه السلطة ناتجة من العلاقة المتواصلة بينهم وبين أولادهم في الزمان والمكان.
ولكن تبرز أحياناً بعض الخلافات والمشاكل
حينما يحاول الأجداد لعب دور السلطة ما يؤدي إلى ضياع الأولاد بين سلطتين، فحتى لو أمضى الأحفاد وقتاً مع أجدادهم فهذا
لا يبرر لهم أن يكونوا سلطة قرار في حياة الأحفاد.
من هنا، تختلف علاقة الأجداد بأولادهم ومن ثم بأحفادهم، إذ تتغير العلاقة مع الأحفاد فتطغى عليها العاطفة
التي تعتبر مثل الفيتامين للإنسان، وهي تبدأ من عاطفة العائلة النواة أي الأهل والأخوة ثم الجد والجدة وصولاً إلى الخال والعم...
وتكون عاطفة الأجداد مكمّلة لعاطفة الأهل ولا يجب أن تطغى عليها، والعاطفة التي يعطيها الجد أو الجدة جميلة حيث يملء لهم الأحفاد
الفراغ الذي ينشأ في حياتهم نتيجة تقدمهم في السن وتراجع نشاطهم العملي والاجتماعي.