الديب ويب .. كثيرٌ من البشر يستعملُ ما وجدَ من التكنولوجيا بدونَ علمه الكامل بما يستعمله، وخيرُ دليلٍ علي ذلك الإنترنت، هل تعلم عزيزي القارئ أن الإنترنت الذي تستعمله به خفايا ربما لا يُصدقها عقلك!، نعم، كما قرأت، فإن ما تُمضي وقتك ليلًا ونهارًا في تصفحة يعتبر فقط جُزءً بسيطاً من الإنترنت الحقيقي، هناك أيضًا الإنترنت العميق، والذي لا يستطيع مُتصفحك الوصول إليه. -فقرة- متصفح تور Tor، تلك البوابة الإلكترونية، بداية الطريق إلي ما استحال عليك تصفحه في الماضي، ستسمح لك بإنشاءِ اتصالاتٍ مُشفرة باستعمال شبكات VPN مُتعددة، إذا ما استعنت بها علي جهازك ، و ستمكنك من المرور إلي أعماقِ الإنترنت، وربما إلي أعماقِ ما تكره أن تراه أيضًا، إلي أعماقِ الجحيم! -فقرة - فضاءاتُ إلكترونية لا يُنصح لضعيفي القلوب زياراتها، قتلٌ وانتهاكاتٌ علي الهواء مُباشرةً من داخلِ الغرفةِ الحمراء، اسلحةٌ تباع ليلاً ونهارًا وخدماتُ مُرتزقة، باختصار، مكانُ أُعدَ فقط للوحوش، ولكن ليس أي وحوش، إنها الوحوش البشرية، والتي قد نسيت.. ما الذي تعنيه كلمة "الإنسانية". -فقرة- كانوا مجرمينَ في الماضي، ولكن علي الطريقةِ التقليدية، يظهرون لك في الليل وسكينُ ملتفٌ حولَ عُنقك، ولكن مع تقدم التكنلوجيا، أصبحوا خلف الشاشات، ينتظرون عنوان جهازك الإلكتروني يُرسل بياناتِ استجابة الخادم إليك، ليضيف إليها خلسةً بُريمجٍ ضارٍ صغير، يبدأ في عمله بمجرد أن يرسو في جهازك الإلكتروني، وعندها، يصبح جهازك ملكُ للمخترق، بالكاميرا والمايك، وكل بياناتك، وحتي بطاقاتك الائتمانية إذا ما كنت حفظتها بمتصفحك مُسبقًا، أو إذا ما فكرت في استعمالها في المستقبل، تلك فئةٌ من أولائك الهاكرز الملاعين الموجودين علي الديب ويب، والذي يسمى فضائهم علي وجه الخصوص بالدارك ويب.. المكان المناسب لكل ممنوع. -فقرة- ربما تكونَ قد سمعت قبلًا عن الدارك ويب، وخصوصًا بعد انتشار ذلك "المُصطلح" بين مُستخدمي الإنترنت العادي، وتندفع الكثير من المواقع العربية بتقديم الكثير من عناوين المواقع الكائنة بالدارك ويب علي طبقٍ من ذهب، ولكن نحن لا ننصحك -بكلِ صدقٍ- ألا تُقدم علي تلك التجربة، لأنه فعلًا، تدمرت حياة الكثيرين بسببه، ولعلك سمعت عن عصاباتِ خطفِ الأعضاء البشرية، الصدمةِ الكبيرة بالنسبة لك أنهم يستعملون الدارك ويب، لجمعِ المعلومات، و كمتجرٍ كبيرٍ لهم، لبيع بضاعتهم البشرية.