الحياةُ لاتنتظر !
غداً سأذاكر ..
غداً سأفعلُ كل مايُسعِدني
غداً سأبدأ الريجيم ..
غداً سأزور صديقتي , غداً سأحدث عزيزاً على قلبي
غداً سأعتذر من شخص كنت قد اخطأت في حقه ..
غداً وغداً ......
و يأتي غداً و ربما ألقينا ماكان يجدر بنا فعله في هذا الغد
الى مابعد الغد ..
وهكذا تمضي الأيام
ونحن نقصم ظهورنا ثِقلاً بما نأجله
ونعد أنفسنا أننا في الغد سنفعله ..
حتى أننا بهذا التسويف
نحرم أنفسنا من السعادة التي يجب أن نعيشها
الآن لا غداً ..
لاشيء ينتظرنا حتى نفرغ إليه
لِيُلقي بنفسه في أحضاننا ..
كل شيء يمضي
لأن من سنة الحياة أن تمضي
أن تتعاقب الأيام وتتبدل الأحوال ,
كم من فتى كان يُعد نفسه بالمذاكرة في اليوم التالي
والتالي .. والتالي
ليجد نفسه في آخر المطاف
ربما قد تخطى هذه السنة بتقدير كان يجدر به
أن ينال أضعافه بمراتب
في حين أن من حوله قد وصلوا ونالوا
وعاشوا حياتهم ..
وهو قد أبلى نفسه بهم التسويف
والحسرة المدقعه في النهاية ..
وكم من حزنٍ كان يجب ان يُبث
فمات قلبُ صاحبه وهو ينتظر ويأجل حتى بث شكواه وهمه !
هذا الأمر الذي ذكرت لايقتصر على هذه المشاهد
أو موقفٍ بحد ذاته ..
الحياة كلها لا تحتاج تأجيلاً ولاتسويف
لأنه لايوجد في قانون الحياة
مايسمى بمحطة انتظار
تنتظرنا فيه الحياة حتى نفرغ لها
لتأخذنا حيثما نريد
الحياة قطار يقف في محطات عِدة
حاول أن تدُركه على أي قارعة
قبل أن يفوتك ويرحل !