دَعِ التَّبَرُجَ الْحَالِك ظَلَامَهْ.. وانْشُدِ الطٌّهْرَ وامْتَشِقِي حُسَامَهْ
ولا تَهِنِي إذَ الأهْوَاءُ حَلَّتْ.. بأرْضِ الطُّهْرِ واقْتَلَعَتْ خِيَامَهْ
ولا تَخْشِي مَسِيْرَ الدًّرْبِ فَرْدَا.. فَدَاعِي الشًّرِ لا يَهْنَأ مُقَامَهْ
واتْرُكِ الْخِّلَ الوَفِيَ مَا تَوَخىَّ.. حُظُوظَ الْنَّفْسِ يَرْجُوهَا إمَامَهْ
والآلَ والشَّمَلَ الغَفِيرَ وكُلَّ أصَلٍ.. إذَا مَا الغَيُّ أسْقَاهُ سِقَامَهْ
وارْحَلِي نَحْوَ الغَمَامِ بِثَوبِ طُهرٍ. لِغَيرِ الطُّهْرِ لَمْ تَرْحَلْ غَمَامَهْ
واسْكُبِي مَاءَ الحَيَاةِ فِي قُلُوبٍ.. كَثِيرُ الشَّرِ أبْقَاهَا مُضَامَهْ
واغْرِسِي بِذْرَ الحَيَاءِ بِكُلّ أرْضٍ. غَنِي التُّرْبِ وارْعِيْهَا دَوَامَا
تَعَالِي كَيْ نُحَرّر كُلَّ غُصْنٍ.. زَكَاءُ الشَّرِ أفْقَدَهُ قِوَامَهْ
تَعَالِي كَيْ نُعَبّدَ كُلَّ دَرْبٍ.. مَسِيْلُ الشَّرِ أفْقَدهُ انْتِظَامَهْ
فَلِلْرَحمَن ِ فِي التَّنْزِيلِ قَولٌ.. سَدِيدُ الحُكْمِ لا تُخْطِئ سِهَامَهْ
كَمَالُ السّتْرِ للأَبْدَان ِ فَرْضٌ.. لِغَيرِ الوَجْهِ والكَفَّينِ مَا بَلَغَتْ غُلـَامَهْ
ولِلوَجْهِ الوَضِئِ مَزِيدُ نَفْلٍ.. إذَا مَا القَلبُ بالحُسْنِ اسْتَهَامَ
ولِيْنُ القَولِ لِلغُرَبَاءِ عَيْبٌ.. كَبَسْطِ الحَرْفَ مَلْحُونَا كَلامَهْ
وإظْهَارُ الخِضَابِ لِغَيرِ زَوْجٍ.. قَبِيْحُ الشَّأن ِ مُهْلِكةٌ سِهَامَهْ
فَمُبْتَذَلُ الجَوَاهِرِ مَا تَفَشَّى.. حَقِيْرُ الشَّنِ مَنْزُوعُ الْكَرَامَهْ
ومُحْتَقَرُ الخَلاخِلِ إنْ تَخَفَّى.. نَفِيسُ الشَّأن ِ مَكْنُون ٌ خِطَامَهْ
وأسَدُ الغَابِ إنْ خَارَتْ قُوَاهُ.. تَرَصَّدَهُ السّبَاعُ والبُغَاثُ وكُلُّ هَامَهْ
رَكِبْتِ مِن المَطَايا كُلَّ فَجٍ.. ودَاعِي المَوتِ قَدْ أوْفَى زُمَامَهْ
وأرْخَيْتِ الفُؤَادَ لِكُلّ عَبَثٍ.. ودَاعِي المَوتِ مَا أرْخَى لِجَامَهْ
فَكَيفَ الحَالُ والأعْمَارُ دُوَلٌ.. عَلَى المُدَاوِي والسَّقِيمِ وَذِي السَّلامَهْ
فَغَدَا تَحِلِي غَرِيبَةً بِدِيَارِ قَومٍ.. فَقِيرِ الأُنْسِ مَقْطُوعٌ كَلامَهْ
فَلا خِلٌّ يَرُومُ قَضَا ءَ أنـْسٍ.. ولا إنْسٌ يُخَالِلُكِ ابْتِسَامَهْ
ومَا فَضْلُ الحَيَاةِ بِغَيرِ طُهْرٍ.. إذَا أفْضَى السَّبِيلُ إلى النَّدَامَهْ