أقل ما يكتبه قلم عن امرأة بذلت الخير وغرست فسائله وسعت الى تأصيله هي كلمة طيبة ، وأقل ما تذرفه دموع حبر نقي يوازي نقاء امراة تدفق الإيمان من قلبها فأثمر الخير في واقعنا ونفع الله بها ، هي كتابة الذاكرة كي يتجدد ذكر الخير وعظماؤه وتلك هي ميزة الأخت الفاضلة رحمة الله عليها فاطمة العاقل.
هي العقل الصامت الذي لم تعتقله بهارج الحياة ولم تحجبه ظلمة العيون ، لم نكن نعرفها لكن الطيبون تتحدث عنهم أعمالهم ، وملامحهم ، وتقول الضمائر في أقفاصها عنهم انتم عظماء رغم كل مظاهر الزيف التي تحاول ان تحجب أصالة أرواحكم ونفوسكم .
وهي من النوع الذي وضع الله عينيه في قلبه ، وجعل بصيرته في مسكونه الروحي والنفسي المليء بالإيمان به والانتماء اليه ، صنعت الخير راجية وجه الله بعيدا عن مكياج الكاميرا ، وكوافير الصورة .
ما الذي كانت ترجوه هذه المرأة التي احتفظت بملامح المسلمة التقية حتى آخر نفس ؟
إن مساحيق الكلمات وبهارج الشهرة تعمينا نحن المبصرون غالبا عن حقائق الناس والأشياء وحقائق العاملون في هذه الحياة ، الذين يكتبون الخير أفعالا لا أقوالا ، وفاطمة العاقل –رحمها الله- من الذين لم كلمات المديح ، ولم تستهويهم لغة الكاميرا ، لأن الذين يلهثون وراء المجد والتماثيل كثيرا ما يصنعون الانحراف في حياة الجيل وفي قيمنا ، ويصبحون قدوات سيئة ، والذين عاشوا لله ظلوا محتفظين بصفاء أرواحهم ، وجدوا النور في عتمة الغياب ، بعيدا عن سطوع الضوء "نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم " وكان ما فعلوه نافعا للناس وماكثا في الأرض .
رحم الله الأخت الأستاذة فاطمة العاقل وجعلها من الفائزين بجائزة الخلود الفردوس الأعلى من الجنة