أفـــــــــــــــول القمــــــــــــــر

يـا مـن تنـام فـي ظـل القمـر ..
ألا تـرى القمر قـد مال إلـى الـزوال ..
تارة يسـرع الخطى وتارة ينحـاز نحـو الشمـال ..
عصفت رياح البين وتبدل الحال من حال إلى حـال ..
والدجـى تسور المحراب بسـواد كالح من وبـال ..
والفجـر أصبح ذاك البعيد وأصبـح صعب المنـال ..
وتـلك الأحـلام تلاشـت وبدأت تغيب عـن الخيال ..
وذكريات الماضي توارت وطمست تحت أقدام الرمال ..
وخطـوات تباعـدت ولاحـت بالهجـر وبالانفصال ..
والبون يتسع وإرادة الحكـم باتت في يـد العـذال ..
وفتـلة بعـد فتـلة تقطعـت أنسجـة تلك الحبـال ..
وإشارات وعـد ووعيـد ذاك جـدل منهن بالفصال ..
تواعـدن بهـلاك وموت ووعـدهن لا يقبل الجدال ..
اتخـذن شـواهد القبـر نكـالاً وشعـاراً للـدلال ..
وذاك الكيـد منهن عظيم ولكن العلة في كيد الرجال ..
ما نام قلـب بعد هجر فكيف ينام قلـب فـي سجال ..
يتجرع الهم كأساً بعد كأس حتى أصبح الداء العضال ..
وصفعة الأقدار نافذة فمن ينازع القدر في ذاك النزال ..
والويل من حـال تبـدل وصار الحال مضرب الأمثال ..

( الأبيات للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )