تعتبر الإعاقة العقلية تر من بين الاهتمامات الكبرى حاليا إلى جانب الاضطرابات النفسية الأخرى لما تشهده من تزايد وانتشار خاصة لدى فئة الأطفال وما يترتب عن ذلك من زيادة المشكلات التربوية والاجتماعية والنفسية سواء على نطاق الأسرة أو المجتمع، وكما يصاحب هذا الاهتمام بمجال الاحتياجات الخاصة عامة والإعاقة الذهنية خاصة عدد كبير من الدراسات والأبحاث على المستوى العالمي والمحلي أيضا، والتي تهدف من ورائها إلى الكشف عن العديد من العوامل المسببة لهذه الإعاقة وتحديد طرق الوقاية، والإشارة إلى وسائل العلاج الممكنة للتخلص أو التخفيف من حدة الإعاقة، وعليه سوف نتطرق من خلال هذا المقال إلى تحديد مفهوم التخلف الذهني والأسباب المؤدية له، ثم الإشارة إلى التصنيفات المختلفة له وأخيرا التشخيص والوقاية والعلاج.
[size=19]1- مفهوم التخلف العقلي:
لقد تعددت مفاهيم وتعاريف التخلف العقلي وجميعها تصب حول مفهوم واحد، فنجد مثلا تعريف الجمعية الأمريكية وتعني به أنه قصور ينشأ أثناء مرحلة الارتقاء، ويرتبط بواحد أو أكثر من المظاهر التالية: النمو، التعليم، التوافق الاجتماعي، وبالنسبة لوجهة نظر الأخصائي النفسي للتخلف العقلي فهو انخفاض إجابات الفرد في اختبارات الذكاء، وأما في نظر الطبيب هو مجموعة من خصائص بدنية كتأخر المشي ونقص الكلام وضعف التحكم في وظائف وعضلات المتخلف ذهنيا.
1.1- تعريف الجمعية الأمريكية الحديث للتخلف العقلي:
الإعاقة العقلية هي إعاقة تمتاز محددات ملحوظة في كل من القدرات الوظيفية الذكائية وفي السلوك التكيفي كما هو معبر عنه في المهارات الذكائية والاجتماعية والمهارات التكيفية الممارسة وتنشأ هذه الإعاقة قبل سن 18.
2.1- التعريف الطبي:
تحدث الإعاقة العقلية بسبب عدم اكتمال عمر الدماغ نتيجة لإصابة المراكز العصبية والتي تحدث قبل أو بعد الولادة.
3.1- التعريف السيكومتري:
اعتمد على نسبة ذكاء (I.Q) كمحك في تعريف الإعاقة العقلية وقد اعتبر الأفراد الذين تقل نسبة ذكائهم عن75 درجة معاقين عقليا على منحى التوزيع الطبيعي.
4.1- التعريف الاجتماعي:
يركز على مدى نجاح أو فشل الفرد في الاستجابة للمتطلبات الاجتماعية المتوقعة منه مقارنة مع نظرائه في المجموعة العمرية نفسها و عليه يعتبر الفرد معوقا في حين فشله في القيام بالمتطلبات الاجتماعية المتوقعة منه.
2- أسباب التخلف العقلي:
قد يحدث التخلف العقلي نتيجة عوامل قبل الولادة أو أثنائها أو بعدها، وقد يكون بسبب الحرمان الثقافي سواء داخل الأسرة الصغيرة أو الممتدة أو البيئة المحيطة به، وتشير الدراسات إلى أن البيئة تكون سببا، فضعاف العقول يأتون من بيئات تتسم بالفقر والجهل والمرض، فكلها عوامل كافية لشل القدرات العقلية للإنسان، و هناك رأي آخر يرى أن حالات التخلف العقلي ليست كلها وراثية وبيئية إنما حالة معقدة تتدخل في شأنها العديد من العوامل، فقد صنف عبد السلام ويوسف الشيخ هذه الأسباب إلى ما يلي:
1.2- عوامل قبل الولادة:
تتضمن عوامل وراثية عن طريق جينات معينة أو نتيجة حدوث طفرات في هذه الجينات أثناء عملية تكوين الأجنة، أو قد يكون الخلل نتيجة عيوب في تكوين الخلايا العصبية أو إصابة الأم بأمراض معينة أو تسمم أثناء فترة الحمل.
2.2- عوامل أثناء الولادة:
وترجع هذه العوامل إلى ما يحدث من إصابات للمولود أثناء عملية ولادته، كأن يحدث تلف في بعض أجزاء المخ فتنشأ عنه الإعاقة إلى جانب عسر الولادة الذي يتسبب في عدم وصول الأكسجين إلى دم الجنين وانقطاعه عن المخ، إلى جانب استخدام بعض الأجهزة التوليدية التي قد تصيب مخ الوليد.
3.2- عوامل بعد الولادة:
ترجع هذه العوامل إلى ما قد يحدث للطفل من حوادث بعد ولادته وخاصة في سنه المبكرة فينتج عنها تلف في بعض أجزاء المخ كالتهاب الجهاز العصبي المركزي أو الالتهاب السحائي أو الدماغي أو الحمى القرمزية أو ما ينتج من الحصبة من مضاعفات، إضافة إلى التسمم بأملاح الرصاص و أول أكسيد الكربون.[/size]