مرض التوحد

وهو مصطلح مترجم من اللغة الإنجليزية من كلمة(AUTISM)والذي يعني باللغة الإغريقية النفس الغير سوية فـ..(AUT) تعني في الإغريقية (النفس) و...(ISM) تعني الحالة الغير سوية.
و ترجم هذا المصطلح من قبل الباحثين العرب إلى عدة مسميات:
•الذاتية الطفولية
•الأوتيسيه
•الانشغال بالذات
•الاجترار
•فصام الطفولة
•التمركز الذاتي
•الذهان الذاتي


يعتبر( ليو كانر) أول من أشار إلى إعاقة التوحد وذلك في 1943م حينما كان يقوم بفحص بعض الأطفال المتخلفين عقليا حيث لاحظ أنماط سلوكية غير عادية لإحدى عشر طفلا كانوا مصنفين على أنهم من المتخلفين عقليا وقام بوصف هذه السلوكيات وأطلق عليهم مسمى التوحديين. وقد أعتبر كارنر أن العلامة البارزة للتوحد هي عجز الفرد عن الارتباط بالناس والمواقف بالطريقة العادية.


 


اقترحرتغو وفريمان عام (1978م) أن التوحد اضطراب أو متلازمة يعرف سلوكيا، وأن الأعراض الاساسية يجب أن تظهر قبل أن يصل عمر الطفل إلى (30) شهرا ويتضمن:
1.اضطراب في سرعة أو تتابع النمو.
2.اضطراب في الاستجابات الحسية للمثيرات.
3.اضطراب في الكلام واللغة والسعة المعرفية.
4.اضطراب في التعلق أو الانتماء للناس والأحداث والموضوعات.
وقد تبنت هذا التعريف الجمعية الوطنية للأطفال التوحديين(National Society For Autistic Children :NSAC)
ويعرف مركز والدة الأمير فيصل بن فهد للتوحد (2003م) بأنه 0خلل وظيفي يصيب الدماغ لم يتوصل العلم بعد لمعرفة سبب الإصابة به وهو من أصعب الإعاقات التطورية التي تصيب الطفل والتي تظهر في الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل. ومن أعراضه فصور وتأخر في التفاعل الاجتماعي والنمو الإدراكي والتواصل وضعف الاهتمامات والتخيل ويعتبر ثالث إعاقة تطورية بنسبة الانتشار العالمي.


وعرف قانون التربية الخاصة للأفراد المعوقين(IDEA)التوحد : هو عبارة عن إعاقة نمائية تؤثر تأثيرا بالغا على التواصل اللفظي وغير اللفظي.
ويعرف فريق مايو كلينك (2004م) التوحد بأنه اختلال دماغي يسبب نوع من المشاكل التطورية في الأطفال تتضمن نقص في المهارات الاجتماعية، وتطور اللغة، وسلوك شاذ، ويظهر كتأخر في التطور أو ارتداد في التطور مع نقص الاهتمام بالآخرين، وتظهر الأعراض يعمر ثلاث سنوات.
وهو نمو غير طبيعي ينتج عنه إعاقة مستديمة تحدث قبل 36شهرا من عمر الطفل وتؤثر في جوانب عديدة في الطفل تؤدي إلى ضعف العلاقات الاجتماعية والتواصل اللغوي والحسي مع الآخرين إضافة إلى محدودية الاهتمامات والنشاطات.
ويعرف وفقا للجمعية الأمريكية للتوحد على أنه إعاقة نمائية (تطورية) تظهر دائما في الثلاث سنوات الأولى من العمر، نتيجة للاضطرابات العصبية التي تؤثر على وظائف المخ ويتداخل مع النمو الطبيعي فيؤثر في الأنشطة العقلية في مناطق التفكير، التفاعل الاجتماعي، والتواصل...
 
 

§يصاب بالتوحد مابين 2-5 أطفال في كل 10000 ولادة سنويا. 
§نسبة الانتشار بين الذكور تكون أكثر من الإناث بواقع 4اولاد مقابل بنت واحدة. 



§75% من الأطفال ذوي التوحد يعانون من التخلف العقلي.
§25% من ذوي التوحد يصابون بالصرع.


 



لقد حاول الخبراء تحديد مسببات التوحد ولكن حتى الآن لا يوجد إجابات محددة وبدون أسباب محددة يتم التعرف عليها من المستحيل تطوير استراتيجيات وقائية.

السبب الجيني:
أكثر البحوث تشير إلى وجود عامل جيني ذي تأثير في الإصابة بهذا الاضطراب، حيث تزداد الإصابة بين التوائم المتطابقين (من بيضة واحدة) أكثر من التوائم الآخرين (من بيضتين مختلفتين).
يقول الدكتور بينيث ليفينثال من جامعة شيكاغوا: (على الأقل خمسة أو ستة جينات تسهم في التوحد)وحتى الآن فإن دراسة إخوة وأقارب التوحديين تقترح أن هذه الجينات في الكروموسومات 7/13/15 ولكن ما تفعله هذه الجينات غير معروف. 


 

المطاعيم: (Vaccintions)
لا يوجد دليل على أن المطاعيم تؤثر أو تسبب التوحد سوى أن بعض أهالي الأطفال المصابين بالتوحد قد أخبروا بأنه عند إعطاء أطفالهم بعض المطاعيم سببت لهم مشاكل سلوكية. وترى الجمعية الأمريكية للتوحد أن هناك علاقة بين مصل (MMR) واضطراب التوحد في عدد قليل من الحالات.
يقول سميث في كتابه (Understanding The Nature Of Autism) "تختلف أسباب الإصابة بالتوحد من شخص إلى آخر، فلا ينطبق سبب واحد ومعظمها غامضة إلا أن الأسباب المحتملة هي الجينات الوراثية، التهابات فيروسية قبل أو بعد الولادة، التمثيل الغذائي، نقص الإكسجين، أو التعرض الزائد له بعد الولادة، تعرض الأم إلى كيماويات سامة أثناء الحمل".



 


الخصائص الاجتماعية:

إن إحدى أبرز خصائص وأعراض التوحد هو السلبية في السلوك الاجتماعي، وقد وصفت الكثير من البحوث والتقارير التي كتبها الوالدان هذه المشكلة ورأى الكثير أن ذلك هو مفتاح تحديد خاصية التوحد، ويمكن تصنيف المشكلات الاجتماعية إلى ثلاث فئات: المتقوقع اجتماعيا، والوسط اجتماعيا، والأخرق اجتماعيا.

المنعزل (المتقوقع ) اجتماعيا:
يتجنب هؤلاء الأفراد فعليا كل أنواع التفاعل الاجتماعي، والاستجابة الأكثر شيوعا هي الغضب/ أو الهرب بعيدا عندما يحاول أحد الناس التعامل معه/ معها. وبعضهم مثل الأطفال يحنون ظهورهم للوراء لمن يقدم لهم المساعدة لتجنب الاحتكاك.

اللامبالي اجتماعيا:
إن الأفراد يوصفون بأنهم وسط اجتماعيا لا يسعون للتفاعل الاجتماعي مع الآخرين (ما لم يريدوا هم شيئا) ولا يتجنب المواقف الاجتماعية بفعالية، فلا يبدو أنهم يكرهون الاختلاط بالناس ولكن في الوقت نفسه لا يجدون بأسا في الخلو مع أنفسهم. ويعتقد بأن هذا النوع من السلوك الاجتماعي شائع لدى أغلبية الأفراد التوحديين.


الأخرق اجتماعيا:
هؤلاء الأفراد قد يحاولون الحصول بشدة على الأصدقاء ولكنهم لا يستطيعون الاحتفاظ بهم، وهذه المشكلة شائعة لدى الأفراد الذين لديهم عرض (اسبيرغر) وأحد الأسباب في فشلهم في إقامة علاقات اجتماعية طويلة الأمد مع الآخرين قد يكون عدم وجود التبادلية في تعاملاتهم حيث أن أحاديثهم تدور غالبا حول أنفسهم وأنهم أنانيون.

الخصائص الجسمية والصحية:



تتفق كلم من سميرة السعدي والشربيني مع ملاحظات كانرفي أن التوحيديين يبدون بمظهر جذاب وصحة جيدة وتضيف جولد (2000) أن التوحديين يكون مظهرهم طبيعيا جدا عندما يولدون إلا أن اضطراب التوحد يمثل حالة لا تمنع إصابة الفرد بأمراض أو اضظرابات أخرى مترافقة يوضح كل من (جيليبرج، بيترز:د.ت) بعض المشاكل التي تترافق مع الاضطراب وهي:

1-مشاكل النظر- الحركات المضطربة للعيون.

2-مشاكل السمع- عجز السمع.

3-المشاكل المحددة للتخاطب واللغة.

4-الحالة غير السوية للبشرة.

5-مشاكل العظام والمفاصل.


 


الخصائص السلوكية والحركية:

يوضحالسويدي  أن أبرز الصفات لدي التوحديين هي :

1.السلوك التخريبي.

2.إثارة الذات، حركات لا إرداية كالرفرفة.

3.قلة الدافعية.

4.الانتقاء الزائد للمثيرات، كالميل لمثير معين بإفراط.

5.مقاومة التغيير.

ويلخص الروسان مظاهر النمو الحركي لفئة التوحد في صعوبة أداء المهارات الحركية العامة والمهارات الحركية الدقيقة.


 


الخصائص النفسية والانفعالية:



حتى الآن لم توضح الدراسات التي أجريت على التوحد أي من الخصائص النفسية فيه ولكن مع ذلك فإن بعض الحالات التي درست في العيادات الطبية تقترح أنه لا يوجد الكثير من الاضطرابات النفسية في التوحد، والدراسات الاكلنيكية تشير إلى حدوث الاكتئاب في التوحد إلا أن نسبة الانتشار الدقيقة للاكتئاب في التوحد ما زالت غير معروفة.ويشيركوك وجولدينغ  إلى أن المخاوف الشديدة والفوبيا غالبا ما تظهر لدى الأطفال المصابين بالتوحد الذين يعانون من فرط الإدراك الحسي، وإذا وجد فإنه يستمر لفترة طويلة بالإضافة إلى ردود فعل غريبة تعيق تقدمهم وأداءهم.

ولعل من بين التعبيرات الشاذة في الحالات الانفعالية النفسية ضرب البطن أو لف الأصابع في حالة التعبير عن الفرح، أو الضحك الشاذ غير الموظف في حالة التوتر، وقد أكدت الدراسات أن الحالة النفسية للتوحديين يمكن أن تتبدل بين متضادين بسرعة دون سابق إنذار. كما يمكن أن يظهر الطفل المصاب بالتوحد بعض مشاعر الغيرة والإحساس بالسعادة والتعلق بالآخرين والحرن.


وقد تكون حالات الانفعالات الحادة كالعدوان والصراخ ونوبات الغضب العارمة شائعة في الأطفال المصابين بالتوحد.

ومن الملفت للنظر أن سبب الكثير من المشاكل النفسية قد يكون منشأه صحي وجسمي بالدرجة الأولى، فقد يعاني الأطفال التوحديين من نقص الإدراك الحسي للألم أو الإسهال أو الإمساك أو مقاومة التعب مما ينعكس على حالتهم النفسية بأشكال كالصراخ أو عدم تقبل الأوامر، وهذا شائع ويأخذ بعين الاعتبار عند التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد.