كان الحجاج بن يوسف الثقفي من السلاطين الظالمين في الارض , وكانت له المواقف العظمى مع العديد من العلماء الاجلاء الذين وقفوا في وجه الظلم والطغيان , واليوم لنا موقف مع شاب وقف في وجه هذا الظالم واليكم القصة :
حطيط الزيات
جيء بحطيط الزيات الى الحجاج فلما دخل عليه قال : أنت حطيط ؟ قال : نعم , سل عما بدا لك ,فاني عاهدت الله _ عند المقام _ على ثلاث خصال : ان سئلت لأصدقن , وان ابتليت لأصبرن , وان عوفيت لأشكرن .
قال : فما تقول فيّ ؟ قال : اقول انك من اداء الله في الارض , تنتهك المحارم , وتقتل بالظنة .
قال : فما تقول في امير المؤمنين عبد الملك بن مروان ؟ قال : اقول انه اعظم جرما منك وانما انت خطيئة من خطاياه .
فقال الحجاج : ضعوا عليه العذاب
فانتمى به العذاب الى ان شقق له القصب ثم جعلوه على لحمه وشدوه بالحبال ثم جعلوا يمدون قصبة حتى انتحلوا لحمه فما سمعوه يقول شيئا ( الله اكبر )
فقيل للحجاج : انه في اخر رمق فقال : اخرجوه فارموا به في السوق
قال جعفر : فأتيته انا وصاحب له فقلنا له : ( حطيط ) ألك حاجة ؟ فقال : شربة ماء , فأتوه بشربة ثم مات , وكان ابن ثمانية عشر سنة .