الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا
و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ،
و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
[size=32]
[size=32]
اللهم لك الحمد انت نور السموات والارض ومن فيهن
ولك الحمد انت ملك السموات والارض ومن فيهن
ولك الحمد انت الحق وقولك حق ووعدك حق ولقائك حق
والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله علية وسلم حق
والساعة حق
اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبه تسليما كثيرا
نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا
من يهديه الله فلامضل له ومن يضلل فلا هادي له
اللهم ارنا الحق حق وارزقنا اتباعة وارنا الباطل باطل وارزقنااجتنابه
[/size][/size]
[size=32]
[size=32][/size][/size]
قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ }سورة فاطر آيه 5-6.
قال بعضهم: " الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا".
شبهت الدنيا برجل رأى في منامه ما يحب وما يكره، فبينما هو كذلك انتبه من نومه فإذا ليس في يديه شيء مما رأى. فالدنيا كحكم ماض أو ظل زائل، وطالبها وكلنا يطلبها مثل شارب البحر، يزداد عطشا حتى يموت.
للإنسان ثلاثة أحوال: حال قبل أن يخلق، وحال بعد أن يموت، وحال بينهما.
- فأما الحال قبل الخلق فإنها طويلة لا بداية لها.
- وأما الحال بعد الموت فإنها طويلة لا نهاية لها.
- والذي بينهما هو الدنيا، وهي قصيرة جدا بالنسبة إليهما.
فمن نظر بهذه العين لم يركن إليها، ولم يبال كيف انقضت أيامه فيها؛ في ضرر أو ضيق، أو في سعة أو رفاهية.و
لهذاقال النبي صلى الله عليه وسلم:
( مالي وللدنيا ، ماأنا والدنيا ؟ إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظل تحت شجرة ثم راح وتركها
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 438
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
).
هذه الدنيا لم توصف إلا بأدنى الأوصاف، وصفت: باللعنة، والغرور، والمتاع وغير ذلك. قال تعالى:
-{ وَفَرِحُواْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ }(سورة الرعد 26 ).
- {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }.سورة الحديد آيه(20)
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله عز وجل).
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4280
خلاصة حكم المحدث: صحيح
[الترمذي]
وإذا كانت ملعونة فإن من أحبها أضر بآخرته، كما أن من أحب آخرته أضر بدنياه، والعقل يقضي: أن نؤثر المحمود على الملعون.
وكيف لا تكون الدنياملعونة، وهي التي لا تزن عند الله جناحة بعوضة، ولو زنت ما سقى الكافر منها شربة ماء؟. وكيف لا تكون ملعونة، وهي سجن المؤمن، وجنة الكافر؟.
كان بعض الصالحين يقول لأصحابه: " انطلقوا حتى أريكم الدنيا، فيذهب بهم إلى مزبلة، فيقول: انظروا إلى ثمارهم ودجاجهم وعسلهم وسمنهم"، قال أبو طاهر السِلفي في معجم السفر ص453:
أنشدني أبو الحجاج يوسف بن عبد الجبار بن مسعدة السبتي بمصر، بعد قفوله من الحج وتوجهه إلى المغرب، للمؤدب محرز التونسي الزاهد، وقد أنشدني له غير ابن مسعدة هذا:
(انظر إلى الأطلال كيف تغيرت .. .. من بعد ساكنها وكيف تنكرت )
( سحب البلى أذياله برسومها .. .. فتهدمت أخبارهم وتكسرت )
( ومضى جميع الخلق منها مسرعا .. .. فتغيبت أحجارها وتسترت )
( أكل التراب لحومهم وعظامهم .. .. فتقطعت أوصالهم وتنثرت )
( لما نظرت تفكرا لقبورهم .. .. سحت جفوني ماءها فتحدرت )
( لو كنت أعقل ما أفقت من البكا .. .. حسبي هناك ومقلتي ما أبصرت )
( نصبت لناالدنيا زخارف حسنها .. .. مكرا بنا وخديعة ما فترت )
( فهي التي لم تحل قط لذائق .. .. إلا تغير طعمها فتمررت )
( خداعة بجمالها إن أقبلت .. .. مجاعة بزوالها إن أدبرت )
( وهابة سلابة لهباتها .. .. خرابة لجديد ما هي عمرت )
( ماذا من الأمم السوالف أهلكت .. .. لو أنها نطقت بذاك لخبرت )
( طلابها في سكرة من حبها .. .. غدرت بهم وبذاتهم قد غررت )
( إلا القليل فأين هم بل أين هم .. .. الفائزون إذا الجحيم تسعرت )
( يا رب فيك وإن عصيتك مطمعي .. .. فاستر علي إذا الأمور تعذرت )
( وامنن علي برحمة يوما ترى .. .. عند الحساب نفوسنا ما أخرت)
[size=32]منقول [/size]
[size=24]أخوات طريق الايمان
[/size]
و صلى الله على محمد وعلى آله و صحبه أجمعين