الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد فهذة كلمات مهمات في مجاهدة النفس جمعتها لي ولأخوتي لعل الله أن ينفعنا بها
أولا :مجاهدة النفس اصطلاحاً: فقد عرفها الجرجاني في كتاب التعريفات ( 204 ) بأنها محاربة النفس الأمارة بالسوء بتحميلها ما يشق عليها بما هو مطلوب في الشرع. وقال المناوي هي حمل النفس علي المشاق البدنية ومخالفة الهوى. وقيل هي بذل المستطاع في أمر المطاع وهو الله عز وجل.
ثانيا:الأحاديث النبوية في مجاهدة النفس: 1 -عَنْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي فَاكِهٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْإِسْلَامِ فَقَالَ تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ فَقَالَ تُهَاجِرُ وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ فَقَالَ تُجَاهِدُ فَهُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالْمَالِ فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ وَيُقْسَمُ الْمَالُ فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَإِنْ غَرِقَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّتُهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ) النسائي وصححه الألباني للتحقيقه للنسائي
2-قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( ألا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ )) قَالُوا : بَلَى ، يَا رسولَ اللهِ ، قَالَ : (( إِسْبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إِلَى المَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ فَذلِكُمُ الرِّبَاطُ )) رواه مسلم
ثالثا : المثل التطبيقي في حياة النبي عليه الصلاة والسلام في مجاهدة النفس:
عن عائشة رَضي الله عنها : أنَّ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يقُومُ مِنَ اللَّيلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقُلْتُ لَهُ : لِمَ تَصنَعُ هَذَا يَا رسولَ الله ، وَقدْ غَفَرَ الله لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ قَالَ : (( أَفَلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْداً شَكُوراً )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ، هَذَا لفظ البخاري .
رابعا: أقوال السلف في مجاهدة النفس:
1- قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في وصيته لعمر حين استخلفه (إن أول ما أحذرك نفسك التي بين جنبيك )حامع العلوم و الحكم1/196
2- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ حَائِطًا فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ جِدَارٌ وَهُوَ فِي جَوْفِ الْحَائِطِ عُمَرُ
3- بْنُ الْخَطَّابِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بَخٍ بَخٍ وَاللَّهِ لَتَتَّقِيَنَّ اللَّهَ أَوْ لَيُعَذِّبَنَّكَ) المؤطا2/992
4- قال عبدالله بن عمر لمن سأله عن الجهاد( ابدأ بنفسك فجاهدها وابدأ بنفسك فاغزها ) جامع العلوم و الحكم171
5- قال عثمان بن أبي العاتكة: علق أبو مسلم سوطا في المسجد، فكان يقول: أنا أولى بالسوط من البهائم، فإذا فتر، مشق (ضربه بسرعة.) ساقيه سوطا أو سوطين.)سير أعلام (4/9)
6- قال سفيان الثوري (ما عالجت شيئا أشد علي من نفسي، مرة علي، ومرة لي.)سير أعلام النبلاء(7/258)
7- عن ابن المنكدر قال: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت.) سير أعلام النبلاء(5/355)
8- قال الحسن( ما الدابة الجموح بأحوج إلى اللجام الشديد من نفسك )احياء علوم الدين 3/71
أخيرا : أسأل الله عز وجل أن يصلح أنفسنا, وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ملاحظة : استفدت ذلك من موسوعة نضرة النعيم