بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
اهمية الأب في الحياة الاسرية
لسنوات عدة مضت كان أكثر التركيز على علاقة الأم بأطفالها، وأهمية وجودها في حياتهم للاهتمام بهم ورعايتهم، وهذا بسبب التعود على أن الأم هي المسئول الرئيسي عن رعاية الأطفال منذ ولادتهم، وحاجتهم للالتصاق بها للإحساس بالحنان والحب والرعاية.
أثبتت دراسات عديدة أجريت على عدة أسر تعاني غياب الأب أن هناك متغيرات كثيرة تنتج من هذا الوضع،
فوجود الأب عامل مهم للتطور العضلي للأطفال الذكور..
كما يقول د.فكري عبد العزيز أستاذ الصحة النفسية:
أن وجود الأب في الأسرة مهم جدًا في المرحلة الأولى في حياة الأبناء خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة حيث يقلد الولد أباه ويحاكيه ويكتسب منه الصفات؛ فغياب الأب في المرحلة الأولى يحدث عند الطفل تفككًًا نفسيًا؛ فالارتباط بالأم التي لا تستطيع أن تقوم بالدور كاملا يؤدي إلى حدوث ما يعرف "بنعومة الذكور" حيث يميل الولد إلى عدم الاستقلالية والأنوثة أو يظهر بعض التصرفات العدوانية وكأنه يقاوم التأثير الأنثوي الذي يشعر بأنه يطغى عليه.
وغياب الأب هنا ليس معناه فقط عدم وجوده في الأسرة، بل يعني الأب الحاضر الغائب.
فيجب على الأب أن يكون موجودًا دائمًا في حياة الأبناء، وأن يشاركهم في الرياضة والرحلات والإصلاحات المنزلية، فهذه هي الأوقات التعليمية التي يمارس فيها الأب دوره التربوي، والأب عليه أيضًا أن ينمي في أبنائه إنكار الذات فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من كان عنده فضل زاد فليعطه لمن لا زاد له". فالطفل الذكر لا يحب اكتساب مثل هذه الصفات من أمه لأنه قد يعتبرها ضعفا وبعيدة عن الرجولة، ولكن إن غرسها فيه والده كقدوة للرجولة فسوف يتقبلها.
منقول