27- تنمية الجرأة الأدبية في نفس الولد: وذلك بإشعاره بقيمته، وزرع الثقة في نفسه؛ حتى يعيش كريمًا شجاعًا صريحًا جريئًا في آرائه، في حدود الأدب واللياقة، بعيدًا عن الإسفاف والصفاقة؛ فهذا مما يشعره بالطمأنينة، ويكسبه القوة والاعتبار، بدلاً من التردد، والخوف، والهوان، والذلة والصغار[17].
28- استشارة الأولاد: كاستشارتهم ببعض الأمور المتعلقة بالمنزل أو غير ذلك، واستخراج ما لديهم من أفكار، كأخذ رأيهم في أثاث المنزل، أو لون السيارة التي سيشتريها الأب، أو أخذ رأيهم في مكان الرحلة أو موعدها، ثم يوازن الوالد بين آرائهم، ويطلب من كل واحد منهم أن يبدي مسوغاته وأسباب اختياره لهذا الرأي، وهكذا.
فكم في هذا العمل من زرعٍ للثقة في نفوس الأولاد، وكم فيه من إشعارٍ لهم بقيمتهم، وكم فيه من تدريب لهم على تحريك أذهانهم، وشحذ قرائحهم، وكم فيه من تعويد لهم على التعبير عن آرائهم.
29- تعويد الولد على القيام ببعض المسئوليات: كالإشراف على الأسرة في حالة غياب ولي الأمر، وكتعويده على الصرف، والاستقلالية المالية، وذلك بمنحه مصروفًا ماليًا كل شهر أو أسبوع؛ ليقوم به بالصرف على نفسه وبيته.
30- تعويد الأولاد على المشاركة الاجتماعية: وذلك بحثهم على المساهمة في خدمة دينهم، وإخوانهم المسلمين، إما بالجهاد في سبيل الله، أو بالدعوة إلى الله، أو إغاثة الملهوفين، أو مساعدة الفقراء والمحتاجين، أو التعاون مع جمعيات البر وغيرها.
31- التدريب على اتخاذ القرار: كأن يعمد الأب إلى وضع الابن في مواضع التنفيذ، وفي المواقف المحرجة، التي تحتاج إلى حسم الأمر، والمبادرة في اتخاذ القرار، وتحمل ما يترتب عليه، فإن أصاب شجعه وشد على يده، وإن أخطأ قومه وسدده بلطف، فهذا مما يعوَّده على مواجهة الحياة، والتعامل مع المواقف المحرجة.
32- فهم طبائع الأولاد ونفسياتهم: فمما يعين على تربية الأولاد فهم طبائعهم، ونفسياتهم، ومعاملتهم بهذا المقتضى.
33- تقدير مراحل العمر للأولاد: فهذا مما يجدر بالوالدين أن يراعوه، فالولد يكبر، وينمو تفكيره، فلابد أن تكون معاملته ملائمة لسنه وتفكيره واستعداده، وألا يعامل على أنه صغير دائمًا.
34- تلافي مواجهتهم مباشرة - قدر المستطاع - في مرحلة المراهقة: بل ينبغي أن يقادوا عبر الإقناع، والمناقشة الحرة، والحوار الهادئ البناء.
35- الجلوس مع الأولاد: فمما ينبغي للأب - مهما كان له من شغل - أن يخصص وقتًا يجلس فيه مع الأولاد، يؤنسهم فيه، ويسليهم، ويعلمهم ما يحتاجون إليه، ويقص عليهم القصص الهادفة؛ لأن اقتراب الولد من أبويه ضروري جدًا، وله آثاره الواضحة، فهذا أمر مجرب، فالآباء الذين يقتربون من أولادهم، ويجلسون معهم، ويمازحونهم - [[75]] $$$$ يجدون ثمار ذلك على أولادهم، حيث تستقر أحوال الأولاد وتهدأ نفوسهم، وتستقيم طباعهم. أما الآباء الذين تشغلهم الدنيا عن أولادهم فإنهم يجدون غبَّ ذلك على الأولاد وقد اسودت الدنيا أمامهم، لا يعرفون مواجهة الحياة، فيتنكبون الصراط، ويحيدون عن جادة الصواب، وربما تسبب ذلك في كراهية الأولاد للوالدين، وربما هربوا من المنزل، وانحدروا في هاوية الفساد.
36- العدل بينهم: فما قامت السموات والأرض إلا بالعدل، ولا يمكن أن تستقيم أحوال الناس إلا بالعدل، فمما يجب على الوالدين تجاه أبنائهم أن يعدلوا بينهم، وأن يتجنبوا تفضيل بعضهم على بعض، سواء في الأمور المادية كالعطايا والهدايا والهبات، أو الأمور المعنوية، كالعطف، والحنان، وغير ذلك.
37- إشباع عواطفهم: فمما ينبغي مراعاته مع الأولاد إشباع عواطفهم، وإشعارهم بالعطف، والرحمة، والحنان حتى لا يعيشوا محرومين من ذلك فيبحثوا عنه خارج المنزل.
38- النفقة عليهم بالمعروف: وذلك بكفايتهم، والقيام على حوائجهم، حتى لا يضطروا إلى البحث عن المال خارج المنزل.
39- إشاعة الإيثار بينهم: وذلك بتقوية روح التعاون بينهم، وتثبيت أواصر المحبة فيهم، وتعويدهم على السخاء والشعور بالآخرين، حتى لا ينشأ الواحد منهم فرديًا لا هم له إلا نفسه. ثم إن تربيتهم على الإيثار مما يقضي على كثير من المشكلات التي تحدث داخل البيوت.
40- الإصغاء إليهم إذا تحدثوا وإشعارهم بأهمية كلامهم: بدلاً من الانشغال عنهم، والإشاحة بالوجه وترك الإنصات لهم.
فالذي يجدر بالوالد إذا تحدث ولده - خصوصًا الصغير - أن يصغي له تمامًا، وأن يبدي اهتمامه بحديثه، كأن يظهر علامات التعجب على وجهه، أو يبدي بعض الأصوات أو الحركات التي تدل على الإصغاء والاهتمام والإعجاب، كأن يقول: رائع، حسن، صحيح، أو أن يقوم بالهمهمة، وتحريك الرأس وتصويبه، وتصعيده، أو أن يجيب على أسئلته أو غير ذلك. فمثل هذا العمل له آثار إيجابية كثيرة منها:
أ- أن هذا العمل يعلم الولد الطلاقة في الكلام.
ب- يساعده على ترتيب أفكاره وتسلسلها.
جـ- يدربه على الإصغاء وفهم ما يسمعه من الآخرين.
د- أنه ينمي شخصية الولد ويصقلها.
هـ- يقوي ذاكرته، ويعينه على استرجاع ما مضى.
و- يزيده قربًا من والده[18].
41- تفقد أحوالهم ومراقبتهم من بعد: ومن ذلك:
أ- ملاحظتهم في أداء الشعائر التعبدية من صلاة ووضوء ونحوه.
ب- مراقبة الهاتف المنزلي.
جـ- النظر في جيوبهم وأدراجهم من حيث لا يشعرون كأن ينظر في أدراجهم إذا ذهبوا للمدرسة، أو ينظر في جيوبهم إذا ناموا، ثم يتصرف بعد ذلك بما يراه مناسبًا.
د- السؤال عن أصحابهم.
هـ- مراقبة ما يقرءونه، وتحذيرهم من الكتب التي تفسد أديانهم، وأخلاقهم، وإرشادُهم إلى الكتب النافعة.
42- إكرام الصحبة الصالحة للولد: وذلك بتشجيع الولد على صحبتهم، وحثه على الاستمرار معهم، ويحسن استقبالهم إذا زاروا الولد، بل والمبادرة إلى استزارتهم، وتهيئة ما يلزم لهم من تيسيرات مادية ومعنوية، كأن يكرمهم بما يلائمهم، ويحرص على استقبالهم بالبشر والترحاب، ويشعرهم بقيمتهم، ويبادلهم أطراف الحديث، ويسألهم عن أحوالهم وأحوال ذويهم وأهليهم.
فهذا الصنيع يشعر الأصحاب بمنزلتهم، ويشعر الولد بقيمته واعتباره، كما أنه حافز للولد على طاعة والديه واحترامهم، كما أنه حافز على التمسك بهؤلاء، والبعد عن رفقة السوء، أما النفور من الصحبة الصالحة للولد والجفاء في معاملتهم فلا يليق ولا ينبغي؛ لأنه يُشعر الولد بعدم قبولهم والرضا عنهم، فيسعى لمقاطعتهم، أو يتخفى في علاقته بهم، أو يتركهم، فيقع فريسة لأصحاب السوء.
43- مراعاة الحكمة في إنقاذ الولد من رفقة السوء: فلا ينبغي للوالد أن يبادر إلى العنف واستعمال الشدة منذ البداية، فلا يسارع إلى إهانتهم أمام ولده، أو طردهم إذا زاروه لأول مرة؛ لأن الولد متعلق بهم، ومقتنع بصحبته لهم.
بل ينبغي للأب أن يتدرج في ذلك، فيبدأ بإقناع ولده بسوء صحبته، وضررهم عليه، ثم يقوم بعد ذلك بتهديده وتخويفه وإشعاره بأنه ساعٍ لتخليصه منهم، وأنه سيذهب إلى أولياء أمورهم كي يبعدوا أبناءهم عنه، فإذا حذر ابنه وسلك معه ما يستطيع، وأعيته الحيلة في ذلك، ورأى أن بقاءه معهم ضرر محقق، فهناك يسعى لتخليصه منهم بما يراه مناسبًا.
44- التغافل - لا الغفلة - عن بعض ما يصدر من الأولاد من عبث أو طيش.
45- البعد عن تضخيم الأخطاء: فمما يجدر بالوالدين أن يأخذوا به ألا يضخموا الأخطاء ويعطوها أكبر من حجمها بل عليهم أن ينزلوها منازلها، وأن يدركوا أنه لا يخلو أحد من الأخطاء، فجميع البيوت تقع فيها الأخطاء فمقل ومستكثر.
46- ومن الأمور المفيدة في التربية اصطناع المرونة: فإذا اشتدت الأم على الولد لانَ الأب، وإذا عَنَّفَ الأبُّ لانت الأم. فمثلاً: قد يقع الولد في خطأ فيؤنبه والده تأنيبًا يجعله يتوارى خوفًا من العقاب الصارم، فتأتي الأم، وتطيب خاطره، وتوضح له خطأه برفق، عندئذٍ يشعر الولد بأنهما على صواب، فيقبل من الأب تأنيبه، ويحفظ للأم معروفها، والنتيجة أنه سيتجنب الخطأ مرة أخرى[19].
47- التربية بالعقوبة: فالأصل - وإن كان اللين في معاملة الأبناء - إلا أن العقوبة قد يحتاجها الإنسان بشرط ألا تكون ناشئة عن سورة جهل أو ثورة غضب، وألا يلجأ إليها إلا في أضيق الحدود، وألا يؤدب الولد على خطأ ارتكبه للمرة الأولى، وألا يؤدبه على خطأ أحدث له ألمًا، وألا يكون أمام الآخرين.
ومن أنواع العقوبة العقاب النفسي، كقطع المديح، أو إشعار الولد بعدم الرضا، أو توبيخه أو غير ذلك.
ومنها العقاب البدني الذي يؤلمه ولا يضره.
48- إعطاؤهم فرصة للتصحيح: فمما ينبغي للوالد مراعاته في التربية أن يعطي أولاده فرصة للتصحيح إذا أخطأوا حتى ينهضوا للأمثل، ويرتقوا للأفضل، ويتخذوا من الخطأ سبيلاً للصواب؛ فالصغير يسهل قياده، ويهون انقياده كما قال زهير بن أبي سلمى:
وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده
وإن الفتى بعد السفاهة يحلم[20]
وكما قيل:
إن الغلام مطيعٌ من يؤدبه
ولا يطيعك ذو سنٍ لتأديب
فلا ينبغي للوالد أن يأخذ موقفًا واحدًا من أحد أولاده فيجعله ذريعة لوصمه وعيبه، كأن يسرق مرة فيناديه باسم السارق دائمًا، دون أن يعطيه فرصة للتصحيح.
49- ومن أسس التربية أن يكون التفاهم قائمًا بين الزوجين: فعلى الوالدين أن يحرصا كل الحرص عليه، وأن يسلكا كافة السبل الموصلة إليه، وعليهما أن يجتنبا الوسائل المفضية للشقاق، ويبتعدا عن العتاب أمام الأولاد؛ حتى يتوفر الهدوء في البيت، وتسود الألفة فيه، فيجد الأولاد فيه الراحة والسكن، والأنس والسرور، فيتعلقوا بالبيت أكثر من الشارع.
50- تقوى الله في حالة الطلاق: فإذا لم يحصل بين الزوجين وفاق، وقدر الله بينهما الطلاق فعليهما بتقوى الله، وألا يجعلا الأولاد ضحية لعنادهما وشقاقهما، وألا يغري كلُّ واحدٍ منهما بالآخر، بل عليهما أن يعينا الأبناء على كل خير ويوصي كل واحد منهما الأولاد ببر الآخر، بدلاً من التحريش، وإيغار الصدور، وتبادل التهم، وتأليب الأولاد وإلا فإن النتيجة الحتمية - في الغالب - أن الأولاد يتمردون على الجميع، والوالدان هما السبب في ذلك فلا يلوما إلا أنفسهما، كما قال أبو ذؤيب الهذلي:
فلا تغضبن من سيرةٍ أنت سرتَها وأول راضٍ سيرةً من يسيرها |
51- العناية باختيار المدارس المناسبة للأولاد، والحرص على متابعتهم في المدارس:
من حيث طلابُها، وإداراتُها، ومدرسوها، ومناهجها، والتي تُعنى باستقامة طلابها، وتهتم بأخلاقهم، وشمائلهم قولاً وعملاً لأن الأغلب أن الولد إنما يختار أصدقاءه من المدرسة من أبناء صفه الذين يشاكلونه في المزاج والطبيعة.
وعلى الوالد أن يقوم بمتابعة الأولاد في المدارس باستمرار؛ حتى يتأكد بنفسه من صلاح الولد واستقامته، ولئلا يفاجأ في يوم من الأيام بأن ولده على خلاف ما كان يتوقعه ويؤمله ولأجل أن يدرك الولد بأن والده وراءه يسأل عنه ويتابعه.
52- إقامة الحلقات العلمية داخل البيوت:
بحيث تعقد تلك الحلقات في مواعيد محددة، ويقرأ فيها بعض الكتب الملائمة للأولاد، فيتعلمون بذلك القراءة وحسن الاستماع، وأدب الحوار.
53- ومن ذلك إقامة المسابقات الثقافية بين الأولاد، ووضع الجوائز والحوافز لها.
54- تكوين مكتبة منزلية ميسرة:
تحتوي على كتب وأشرطة ملائمة لسنِّيهم ومداركهم.
55- اصطحاب الأولاد لمجالس الذكر، والمحاضرات والندوات التي تعقد في المساجد وغيرها.
56- الرحلة مع الأولاد:
إما إلى مكة المكرمة، أو المدينة النبوية، أو غيرها من الأماكن المباحة، حتى يتعرف الوالد على الأولاد أكثر وأكثر، ولأجل أن يُجمَّهم، ويشرح صدورهم، ويكسبهم خبرات جديدة، إلى غير ذلك من فوائد السفر التي لا تخفى.
57- ربطهم بالسلف الصالح في الاقتداء والاهتداء:
حتى يسيروا على خطاهم، ويترسموا منهجهم، ولكي يجدوا فيهم القدوة الصالحة التي يجدر بهم أن يقتدوا بها، فإن كان لدى الولد ميول للعلم وجد من يقتدي به، وإن كان شجاعًا مقدامًا وجد من يترسم خطاه، وإن كان كسولاً وجد في سيرة السلف ما يبعث فيه الروح والحياة وعلو الهمة، وهكذا.
فسير السلف الصالح حافلة بكل خير، فما أروع أن يرتبط الإنسان بهم، وأن يحذو حذوهم، بدلاً من الاقتداء بالهابطين والهازلين من اللاعبين والمطربين والمنحرفين وغيرهم.
58- العناية بتعليم البنات ما يحتجن إليه من أمور دينهن ودنياهن:
فكم من الناس من فرط في هذا الحق، وكم من النساء من يجهلن - على سبيل المثال - أحكام الحيض والنفاس ومسائل الدماء عمومًا، بالرغم من أنه يتعلق بها ركنان من أركان الإسلام وهما الصلاة والصيام، وكم من النساء من تجهل إقامة الصلاة على الوجه المطلوب.
فينبغي أن يُعنى كل والد بتعليم بناته أمور دينهن، كما ينبغي حملهن على الحشمة والعفاف والحياء والستر.
كذلك ينبغي أن يُعَلَّمْنَ أمور حياتهن الخاصة من كيَّ، وغسيل، وطبخ، وخياطة، وتدبير للمنزل، وغير ذلك.
59- منع البنات من الخروج وحدهن:
سواء للسوق أو للطبيب أو غير ذلك، بل لابد من وجود المحرم معهن، وألا يخرجن إلا للحاجة الملحة.
60- منع البنات من التشبه بالرجال، ومنع البنين من التشبه بالنساء.
61- منع الأولاد بنين وبنات من التشبه بالكفار.
62- منع البنين من الاختلاط بالنساء، ومنع البنات من الاختلاط بالرجال:
بل ينبغي أن يعيش الابن في محيط الذكور والبنت في محيط الإناث، خصوصًا إذا بدأ الابن أو البنت بالتمييز.
63- الحرص على تزويج الأبناء إذا بلغوا سن الرشد، عند المقدرة والحاجة.
64- الحرص على تزويج البنات إذا تقدم لهن من يرضى خلقه ودينه.
65- ومما ينبغي مراعاته في تربية الأولاد عدم استعجال النتائج:
فعلى الوالد إذا بدل مستطاعه لولده، وبين له، وحذره ونصح له، واستنفذ كل طاقته ألا يستعجل النتائج، بل عليه أن يصبر، ويصابر، ويستمر في دعائه لولده وحرصه عليه؛ فلربما استجاب الولد بعد حين، وادكر بعد أُمَّة.
66- الحذر من اليأس:
فإذا ما رأى الوالد من أولاده إعراضًا أو نفورًا أو تماديًا، فعليه ألا ييأس من صلاحهم واستقامتهم - فاليأس من روح الله ليس من صفات المؤمنين - بل عليه أن ينتظر الفرج من الله - عز وجل - فلعل نفحة من نفحات الرحيم الكريم ترجع الولد إلى رشده، وتُقْصِرُه عن غيه.
67- ومما يعين في عملية التربية: أن يدرك الوالد أن النصح لا يضيع:
فلو لم يأتِ الإنسان من نصحه لأولاده وحرصه على هدايتهم وصلاحهم، إلا أن يكون أعذرَ إلى الله بذلك.
ثم إن النصح لا يضيع أبدًا فهو بمثابة البذر الذي يوضع في الأرض، والله - عز وجل - يتولى سقيه ورعايته وتنميته كما قال - تعالى -: ﴿ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴾ [الواقعة: 64].
فالنصح ثمرته مضمونة بكل حال؛ فإما أن يستقيم الأولاد في الحال، وإما أن يفكروا في ذلك، وإما أن يقصروا بسببه عن التمادي في الباطل، أو أن يعذر الإنسان إلى الله - كما مر -.
68- إعانة الأولاد على البر:
فبر الوالدين وإن كان واجبًا على الأبناء إلا أنه يجدر بالآباء أن يعينوا أبناءهم على البر، وأن يشجعوهم، وألا يقفوا حجر عثرة أمامهم.
69- حفظ الجميل للأبناء:
فمما يحسن بالآباء أن يحفظوا الجميل للأبناء، وأن يشكروهم عليه، ويذكروهم به حتى ينبعث الأولاد للبر والإحسان ويستمروا عليه.
70- استشارة من لديه خبرة بالتربية:
من العلماء والدعاة والمعلمين والمربين، ممن لديهم خبرةٌ في التربية، وسبرٌ لأحوال الشباب، وتفهم لأوضاعهم، وما يحيط بهم، وما يدور في أذهانهم، فحبذا استشارتهم، والاستنارة برأيهم في هذا الصدد، فهذا الأمر يعين على تربية الأولاد.
71- قراءة الكتب المفيدة في التربية:
فهي مما يعين على تربية الأولاد؛ لأنها ناتجةٌ عن تجربة وممارسة وخبرة.
ومن تلك الكتب التي يجدر بالمسلم اقتناؤها والإفادة منها ما يلي:
1- العيال لابن أبي الدنيا.
2- تحفة المودود في أحكام المولود لابن القيم.
3- المسئولية في الإسلام د. عبدالله قادري.
4- أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع د. عبدالله قادري.
5- تذكير العباد بحقوق الأولاد للشيخ عبدالله الجار الله.
6- الأولاد وتربيهم في الإسلام لمحمد المقبل.
7- نظرات في الأسرة المسلمة للدكتور محمد بن لطفي الصباغ.
72- استحضار فضائل التربية في الدنيا والآخرة:
فهذا مما يعين الوالد على الصبر والتحمل، فإذا صلح الأولاد كانوا قرةَ عينٍ له في الدنيا، وسببًا لإيصال الأجر له بعد موته، ولو لم يأته من ذلك إلا أن يكفى شرهم ويسلم من تبعتهم.
73- استحضار عواقب الإهمال والتفريط في تربية الأولاد:
فالأولاد أولاده، ولن ينفك عنهم بحال من الأحوال، والعرب تقول: ((أنفك منك وإن ذن[21]))[22].
وتقول: ((عيصك[23] منك وإن كان أشبًا[24]))[25].
فإذا أهملهم وقصر في تربيتهم كانو شجىً في حلقه في هذه الدنيا، وكانوا سببًا لتعرضه للعقاب في العقبى.
74- وخلاصة القول في تربية الأولاد:
أن يسعى الوالد في جلب ما ينفعهم، ودفع ما يضرهم عاجلاً وآجلاً.
منقول