السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
~,’~
يا معشر الناس هل أتاكم حديث الغرباء ؟ هم ثلة من الناس يحاربون من أجل التوغل إلى حياتكم
بكل ما أوتيت أجسادهم و عقولهم من قوة ،
يلجون غداة ضعف إلى حياتكم فيقيمون فيها و يلمون بكل تفاصيلها ، يمنحونكم تصورا راقيا للحياة برفقتهم ،
يرسمون في طريقكم مشتل ودّ لا يزول ،و ينحتون أمام ناظيركم فسحة أمل مزينة بكل الأخلاق الكريمة و النية الحسنة ،
إلى أن تعلن قلوبكم قبل عقولكم الإستسلام لمطالبتهم بحق الرفقة ،و تفتح لهم الأبواب على مصرعيها
و تحادثهم بكل غباء فتقول :
أهلا بمن أتانا و المشعل في يمينه فتحسبهم الأخ و الشريك و تنزلهم أحيانا منزلة رفقاء الدرب لا تفارقهم أبدا ،
تحسبهم نعمة فتشكرون الله عليها و تسعى هنا عقولكم قبل قلوبكم سعي الدؤوب للحفاظ عليها بعناية فائقة ،
أيام تلو أخرى يزيد توغلهم كطفل يلهو بقطاره و تزداد شدة إرتباطكم بهم كإرتباط الأم بالوليد و فجأة تتغير أثوابهم
و تتبدل صفاتهم فيتحولون إلى بشر فقط لا علاقة لهم بك و لا أثر لهم على حياتك ، مجرد غرباء مزق ولوجهم إلى حياتكم
خيط رفيع كان يفصل بينكم و بين خيبات البشر فكانوا هم أول خيباتكم،
و يقصمون درع الحصانة من غدر البشر لتكونوا أول مغدور لهم.
و بكل بساطة و بعد طول عناء للولوج يرحلون بلا تعب أو إرهاق فقط يعلنون المغادرة
ثم يبتعدون مخلفين وراءهم تركة من الأسى و الضياع و يا ويلاه من حملها و هو غير قادر على تحملها .
هم الغرباء الدخلاء الذين نصادفهم في مجتمع متعدد الوجوه يفتحون الأفق الجميل بود
و يضرمون النار في وجوهكم بذات الطريقة فيحرقون كل جميل كان منهم .
فيالأخير هي نصيحتي لكم لا يعطين أحدكم أي فرصة لغريب يتودد
لربما يكون مجرد عابر سبيل يسلب ما أعطى متى أعلن اللجوء بعيدا عنكم.
شكرا لكم